للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت هذه فعله عدة من الأئمة وهو دال أنهم لا يرون نقل العلم وجادة فإن الخط قد يتصحف على الناقل وقد يمكن أن يزاد في الخط حرف فيغير المعنى ونحو ذلك وأما اليوم فقد اتسع الخرق وقل تحصيل العلم من أفواه الرجال بل ومن الكتب غير المغلوطة وبعض النقلة للمسائل قد لا يحسن أن يتهجى.

قال الدولابي قال محمد بن إسحاق بن راهويه ولد أبي في سنة ثلاث وستين ومئة وتوفي ليلة نصف شعبان سنة ثمان وثلاثين ومئتين قال وفيه يقول الشاعر:

يا هدة ما هددنا ليلة الأحد … في نصف شعبان لا تنسى بد الأبد

وقال أبو عبد الله البخاري توفي ليلة نصف شعبان وله سبع وسبعون سنة ثم قال الخطيب عقيب هذا فهذا يدل على أن مولده في سنة إحدى وستين ومئة.

فائدة لا فائدة فيها نحكيها لنليشها قال أبو عبيد محمد بن علي الآجري صاحب كتاب مسائل أبي داود - وما علمت أحداً لينه - سمعت أبا داود السجستاني يقول إسحاق بن راهويه تغير قبل موته بخمسة أشهر وسمعت منه في تلك الأيام فرميت به.

قلت فهذه حكاية منكرة وفي الجملة فكل أحد يتعلل قبل موته غالباً ويمرض فيبقى أيام مرضه متغير القوة الحافظة ويموت إلى رحمة الله على تغيره ثم قبل موته بيسير يختلط ذهنه ويتلاشى علمه فإذا قضى زال بالموت حفظه فكان ماذا؟ أفبمثل هذا يلين عالم قط؟! كلا والله ولا سيما مثل هذا الجبل في حفظه وإتقانه.

نعم ما علمنا استغربوا من حديث بن راهويه على سعة علمه سوى حديث واحد وهو حديثه عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس عن ميمونة في الفأرة التي وقعت في سمن فزاد إسحاق في المتن من دون سائر أصحاب سفيان هذه الكلمة "وإن كان ذائباً فلا تقربوه" (٣١٦) ولعل الخطأ فيه من بعض المتأخرين أو من راويه عن إسحاق.

نعم وحديث تفرد به جعفر بن محمد الفريابي قال حدثنا إسحاق حدثنا شبابة


(٣١٦) ضعيف بهذا اللفظ: وتمامه عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله عن فأرة وقعت في سمنٍ فماتت، فقال: "إن كان جامدًا". فخذوها وما حولها، وكُلُوا ما بقى، وإن كان مائعًا فلا تأكُلُوه". أخرجه أحمد (٢/ ٢٣٢ - ٢٣٣ و ٢٦٥ و ٤٩٠)، وابن أبي شيبة (٨/ ٢٨٠)، وأبو داود (٣٨٤٢)، والدارقطني في "العلل" (٧/ ٢٨٧)، والبيهقي (٩/ ٣٥٣) من طرق عن معمر، أخبرنا ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، به. وهو لفظ ضعيف لشذوذه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>