للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن حبان: كان أحمد بن حنبل، وأبو ثور يحضران عند الشافعي، وكان الحسن بن محمد الزعفراني هو الذي يتولى القراءة عليه.

قال زكريا الساجي: سمعت الزعفراني يقول: قدم علينا الشافعي، واجتمعنا إليه، فقال: التمسوا من يقرأ لكم، فلم يجترئ أحد أن يقرأ عليه غيري، وكنت أحدث القوم سنًّا، ما كان بعد في وجهي شعرة، وإني لأتعجب اليوم من انطلاق لساني بين يدي الشافعي وأعجب من جسارتي يومئذ. قلت: كان الزعفراني من الفصحاء البلغاء. قال: فقرأت عليه الكتب كلها إلا كتابين: "كتاب المناسك"، و"كتاب الصلاة".

قال أحمد بن محمد بن الجراح: سمعت الحسن الزعفراني يقول: لما قرأت كتاب الرسالة على الشافعي قال لي: من أي العرب أنت? قلت: لست بعربي، وما أنا إلا من قرية يقال لها: الزعفرانية. قال: فأنت سيد هذه القرية.

قال علي بن محمد بن عمر الفقيه بالري، حدثنا أبو عمر الزاهد، قال: سمعت الفقيه أبا القاسم بن بشار الأنماطي يقول: سمعت المزني يقول: سمعت الشافعي يقول: رأيت ببغداد نبطيًّا ينتحي علي حتى كأنه عربي، وأنا نبطي. فقيل له: من هو? قال: الزعفراني.

توفي أبو علي ببغداد في سلخ شعبان، سنة ستين ومائتين، وهو في عشر التسعين.

وفيها مات عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وعبيد الله بن سعد الزهري، وأحمد بن عثمان بن حكيم، وأيوب بن سافرى، ومالك بن طوق منشئ الرحبة (١)، والحسن بن علي بن محمد بن الرضا العلوي -أحد الاثني عشر الذين تدعي الرافضة عصمتهم.

تم الجزء التاسع ويليه:

الجزء العاشر، وأوله: المُخَرِّمي.


(١) الرحبة: تقع بين الرقة وبغداد على شاطئ الفرات.

<<  <  ج: ص:  >  >>