للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي سنة سبع كروا على واسط وعثروا أهلها فجهز الموفق ولده أبا العباس الذي صار خليفة فقتل وأسر وغرق سفنهم ثم تجمع جيش الخبيث والتقوا بالعباس فهزمهم ثم التقوا ثالثاً فهزمهم ودام القتال شهرين ورغبوا في أبي العباس واستأمن إليه خلق منهم ثم حاربهم حتى دوخ فيهم ورد سالماً غانماً وبقي له وقع في النفوس وسار إليهم الموفق في جيش كثيف في الماء والبر ولقيه ولده والتقوا الزنج فهزموهم أيضاً وخارت قوى الخبيث وألح الموفق في حربهم ونازل طهثيا وكان عليها خمسة أسوار فأخذها واستخلص من أسر الخبثاء عشرة آلاف مسلمة وهدمها وكان المهلبي القائد مقيماً بالأهواز في ثلاثين ألفاً من الزنج فسار الموفق لحربه فانهزم وتفرق عسكره وطلب خلق منهم الأمان فأمنهم ورفق بهم وخلع عليهم ونزل الموفق بتستر وأنفق في الجيش ومهد البلاد وجهز ابنه المعتضد أبا العباس لحرب الخبيث فجهز له سفناً فاقتتلوا وانتصر أبو العباس وكتب كتاباً إلى الخبيث يهدده ويدعوه إلى التوبة مما فعل فعتا وتمرد وقتل الرسول فسار الموفق إلى مدينة الخبيث بنهر أبي الخصيب ونصب السلالم ودخلوها وملكوا السور فانهزمت الزنج ولما رأى الموفق حصانتها اندهش واسمها المختارة وهاله كثرة المقاتلة بها لكن استأمن إليه عدة فأكرمهم.

ونقلت تفاصيل حروب الزنج في تاريخ الإسلام فمن ذلك لما كان في شعبان سنة سبع برز الخبيث وعسكره فيما قيل في ثلاث مائة ألف ما بين فارس وراجل فركب الموفق في خمسين ألفاً وحجز بينهم النهر ونادى الموفق بالأمان فاستأمن إليه خلق ثم إن الموفق بنى بإزاء المختارة مدينة على دجلة سماها الموفقية وبنى بها الجامع والأسواق وسكنها الخلق واستأمن إليه في شهر خمسة آلاف وتمت ملحمة في شوال ونصر الموفق.

وفي ذي الحجة عبر الموفق بجيشه إلى ناحية المختارة وهرب الخبيث لكنه رجع وأزال الموفق عنها واستولى أحمد الخجستاني على خراسان وكرمان وسجستان وعزم على قصد العراق.

وفي سنة ثمان وستين تتابع أجناد الخبيث في الخروج إلى الموفق وهو يحسن إليهم وأتاه جعفر السجان صاحب سر الخبيث فأعطاه ذهباً كثيراً فركب في سفينة حتى حاذى قصر الخبيث فصاح إلى متى تصبرون على الخبيث الكذاب؟ وحدثهم بما اطلع عليه من كذبه وكفره فاستأمن خلق ثم زحف الموفق على البلد وهد من السور أماكن ودخل العسكر من أقطارها واغتروا فكر عليهم الزنج فأصابوا منهم وغرق خلق ورد الموفق إلى بلده حتى رم شعثه وقطع الجلب عن الخبيث حتى أكل أصحابه الكلاب والميتة وهرب

<<  <  ج: ص:  >  >>