للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الحسن بن زولاق: في ترجمة بكار: لما اعتل أحمد بن طولون راسل بكاراً وقال: إنا رادوك إلى منزلك فأجبني فقال: قل له: شيخ فان وعليل مدنف والملتقى قريب والقاضي الله ﷿ فأبلغها الرسول أحمد فأطرق ثم أقبل يكرر ذلك على نفسه ثم أمر بنقله من السجن إلى دار اكتريت له وفيها كان يحدث فلما مات الملك قيل لأبي بكرة: انصرف إلى منزلك فقال: هذه الدار بأجرة وقد صلحت لي فأقام بها.

قال الطحاوي: فأقام بها بعد أحمد أربعين يوماً ومات.

قلت: كان ولي العهد الموفق قد استبد بالأمور وضيق على أخيه الخليفة المعتمد.

قال الصولي: تخيل المعتمد من أخيه فكاتب أحمد بن طولون واتفقا وقال المعتمد:

أليس من العجائب أن مثلي … يرى ما قل ممتنعاً عليه

وتؤكل باسمه الدنيا جميعاً … وما من ذاك شيء في يديه؟!!

فبلغنا أن ابن طولون جمع العلماء والأعيان وقال: قد نكث الموفق أبو أحمد بأمير المؤمنين فاخلعوه من العهد فخلعوه إلا بكار بن قتيبة وقال: أنت أوردت علي كتاب المعتمد بتوليته العهد فهات كتابا آخر منه بخلعه قال: إنه محجور عليه ومقهور؟ قال: لا أدري فقال له: غرك الناس بقولهم: ما في الدنيا مثل بكار أنت قد خرفت وقيده وحبسه وأخذ منه جميع عطائه من سنين فكان عشرة آلاف دينار فقيل: إنها وجدت بختومها وحالها وبلغ ذلك الموفق فأمر بلعن ابن طولون على المنابر.

ونقل القاضي ابن خلكان أن ابن طولون كان ينفذ إلى بكار في العام ألف دينار سوى المقرر له فيتركها بختمها فلما دعاه إلى خلع الموفق طالبه بجملة المال فحمله إليه بختومه ثمانية عشر كيساً فاستحيا ابن طولون عند ذلك ثم أمره أن يسلم القضاء إلى محمد بن شاذان الجوهري ففعل واستخلفه وكان يحدث من طاقة السجن لأن أصحاب الحديث طلبوا ذلك من أحمد فأذن لهم على هذه الصورة.

قال ابن خلكان: وكان بكار تالياً للقرآن بكاء صالحاً ديناً وقبره مشهور قد عرف باستجابة الدعاء عنده.

قال الطحاوي: كان على نهاية في الحمد على ولايته وكان ابن طولون على نهاية في تعظيمه وإجلاله إلى أن أراد منه خلع الموفق قال: فلما رأى أنه لا يلتئم له ما يحاوله ألب عليه سفهاء الناس وجعله لهم خصماً فكان يقعد له من يقيمه مقام الخصوم فلا يأبى ويقوم

<<  <  ج: ص:  >  >>