للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويقال: أن فتاه ناوله مدة بالقلم فنقطت على دراعة مثمنة فجزع فقال: لا تجزع ثم أنشد:

إذا ما المسك طيب ريح قوم … كفأني ذاك رائحة المداد

فما شيء بأحسن من ثياب … على حافاتها حمم السواد

قلت: صدق وهي خال في ملبوس الوزراء. قال جحظة: قلت:

بأبي الصقر علينا … نعم الله جليلة

ملك في عينيه الدني … الراجيه قليله

فأمر لي بمئتي دينار. قال الصولي: ولد ابن بلبل سنة ثلاثين ومئتين ورأيته مرات فكان في نهاية الجمال وتمام القد والجسم فقبض عليه في صفر سنة ثمان وسبعين وقيد وألبس عباءة غمست في دبس ومرقة كوارع وأجلس في مكان حار وعذب بأنواع العذاب فمات في جمادى الأولى وقيل: رؤي في النوم فقيل: ما فعل الله بك قال: غفر لي بما لقيت لم يكن ليجمع علي عذاب الدنيا والآخرة.

وروى أبو علي التنوخي عن أبيه عن جماعة من أهل الحضرة أخبروه: أن المعتضد أمر بابن بلبل فاتخذ له تغاراً (٣٨٨) كبيراً وملئ اسفيذاجاً (٣٨٩) وبله ثم جعل رأسه فيه إلى عنقه ومسك عليه حتى خمد فلم يزل روحه يخرج بالضراط من أسفله حتى مات

٢٣٣٢ - أصبغ بن خليل (٣٩٠)

فقيه قرطبة ومفتيها أبو القاسم الأندلسي المالكي. أخذ عن: الغازي بن قيس قليلا وعن يحيى بن يحيى وأصبغ بن الفرج وسحنون وطائفة.


(٣٨٨) التغار: وعاء كبير. وهى فارسية معربة.
(٣٨٩) الاسفيذاج: هو كربونات الرصاص القاعدية كما في "المعجم الوسيط" (١/ ١٧ - ١٨).
(٣٩٠) ترجمته في ميزان الاعتدال (١/ ٢٦٩)، ولسان الميزان (١/ ٤٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>