للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبو ذر الهروي: أنبأنا أبو حفص بن شاهين قال: أملى علينا ابن أبي داود سنين وما رأيت بيده كتاباً أنما كان يملي حفظاً فكان يقعد على المنبر بعدما عمي ويقعد دونه بدرجة ابنه أبو معمر بيده كتاب فيقول له: حديث كذا فيسرده من حفظه حتى يأتي على المجلس.

قرأ علينا يوماً حديث الفتون من حفظه فقام أبو تمام الزينبي وقال: لله درك ما رأيت مثلك إلا أن يكون إبراهيم الحربي فقال: كل ما كان يحفظ إبراهيم فأنا أحفظه وأنا اعرف النجوم وما كان هو يعرفها.

أنبأنا المسلم بن محمد وغيره: سمعوا أبا اليمن الكندي أنبأنا أبو منصور الشيباني أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: عبد الله بن أبي داود رحل به أبوه من سجستان يطوف به شرقاً وغرباً بخراسان والجبال وأصبهان وفارس والبصرة وبغداد والكوفة ومكة والمدينة والشام ومصر والجزيرة والثغور يسمع ويكتب واستوطن بغداد وصنف المسند والسنن والتفسير والقراءات والناسخ والمنسوخ وغير ذلك وكان فقيهاً عالماً حافظاً. قلت: وكان رئيساً عزيز النفس مدلاً بنفسه سامحه الله.

قال أبو حفص بن شاهين: أراد الوزير علي بن عيسى أن يصلح بين ابن أبي داود وابن صاعد فجمعهما وحضر أبو عمر القاضي فقال الوزير: يا أبا بكر أبو محمد أكبر منك فلو قمت إليه فقال: لا أفعل فقال الوزير: أنت شيخ زيف فقال: الشيخ الزيف: الكذاب على رسول الله Object فقال الوزير: من الكذاب قال: هذا ثم قام وقال: تتوهم أني أذل لك لأجل رزقي وأنه يصل إلي على يدك والله لا آخذ من يدك شيئاً قال: فكان الخليفة المقتدر يزن رزقه بيده ويبعث به في طبق على يد الخادم.

قال أبو أحمد الحاكم: سمعت أبا بكر يقول: قلت لأبي زرعة الرازي: ألق علي حديثاً غريباً من حديث مالك فألقى علي حديث وهب ابن كيسان عن أسماء حديث: لا تحصي فيحصى عليك رواه عن عبد الرحمن بن شيبة وهو ضعيف فقلت له: يجب أن تكتبه عني عن أحمد بن صالح عن عبد الله بن نافع عن مالك فغضب أبو زرعة وشكاني إلى أبي وقال انظر ما يقول لي أبو بكر.

ويروى بإسناد منقطع: أن أحمد بن صالح كان يمنع المرد من حضور مجلسه فأحب أبو داود أن يسمع ابنه منه فشد على وجهه لحية وحضر فعرف الشيخ فقال: أمثلي يعمل

<<  <  ج: ص:  >  >>