للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد ولي قضاء الدينور وكان رأساً في علم اللسان العربي والأخبار وأيام الناس. وقال أبو بكر البيهقي: كان يرى رأي الكرامية. ونقل صاحب مرآة الزمان بلا إسناد عن الدارقطني أنه قال: كان ابن قتيبة يميل إلى التشبيه. قلت: هذا لم يصح وأن صح عنه فسحقاً له فما في الدين محاباة. وقال مسعود السجزي: سمعت أبا عبد الله الحاكم يقول: أجمعت الأمة على أن القتبي كذاب. قلت: هذه مجازفة وقلة ورع فما علمت أحدا اتهمه بالكذب قبل هذه القولة بل قال الخطيب: أنه ثقة.

وقد أنبأني أحمد بن سلامة عن حماد الحراني أنه سمع السلفي ينكر على الحاكم في قوله: لا تجوز الرواية عن ابن قتيبة ويقول: ابن قتيبة من الثقات وأهل السنة ثم قال: لكن الحاكم قصده لأجل المذهب. قلت: عهدي بالحاكم يميل إلى الكرامية ثم ما رأيت لأبي محمد في كتاب مشكل الحديث ما يخالف طريقة المثبتة والحنابلة ومن أن أخبار الصفات تمر ولا تتأول فالله أعلم.

وكان ابنه أحمد حفظة فحفظ مصنفات أبيه وحدث بها بمصر لما ولي قضاءها من حفظه واجتمع لسماعها الخلق سنة نيف وعشرين وثلاث مئة وكان يقول: أن والده أبا محمد لقنه إياها.

وما أحسن قول نعيم بن حماد الذي سمعناه بأصح إسناد عن محمد ابن إسماعيل الترمذي أنه سمعه يقول: من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس ما وصف به نفسه ولا رسوله تشبيهاً.

قلت: أراد أن الصفات تابعة للموصوف فإذا كان الموصوف تعالى:" ليس كمثله شيء"- الشورى:١١ - في ذاته المقدسة فكذلك صفاته لا مثل لها إذ لا فرق بين القول في الذات والقول في الصفات وهذا هو مذهب السلف.

قال أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي: مات أبو محمد بن قتيبة فجاءه صاح صيحة سمعت من بعد ثم أغمي عليه وكان أكل هريسة فأصاب حرارة فبقي إلى الظهر ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>