للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

كتاب سير أعلام النبلاء - ط الحديث

[شمس الدين الذهبي]
  1. الرئيسية
  2. أقسام الكتب
  3. التراجم والطبقات

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:
فهرس الكتاب ثم دخلت سنة ثمان من الهجرة غزوة بني جذيمة
+ - التشكيل

الرحمن بن عوف؛ فذكر الحديث، وفيه: فأمر خالد برجال منهم فأسروا وضربت أعناقهم.

فبلغ ذلك رسول الله Object فقال: "اللهم إني أبرأ إليك مما عمل خالد بن الوليد". ثم دعا رسول الله Object عليا فقال: "اخرج إلى هؤلاء القوم، فأد دماءهم وأموالهم، واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك". فخرج علي، وقد أعطاه رسول الله Object مالا، فودى لهم دماءهم وأموالهم، حتى إنه ليعطيهم ثمن ميلغة (١) الكلب، فبقي مع علي بقية من مال، فقال: أعطيكم هذا احتياطا لرسول الله Object فيما لا يعلم رسول الله Object، وفيما لا تعلمون.

فأعطاهم إياه، ثم قدم على رسول الله Object وأخبره الخبر، فقال: "أحسنت وأصبت".

وقال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: حدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة، عن الزهري، قال: حدثني ابن أبي حدرد، عن أبيه، قال: كنت في الخيل التي أصاب فيها خالد بني جذيمة، إذا فتى منهم مجموعة يده إلى عنقة برمة -يقول: بحبل- فقال: يا فتى، هل أنت آخذ بهذه الرمة فمقدمي إلى هذه النسوة، حتى أقضي إليهن حاجة، ثم تصنعون ما بدا لكم؟

فقلت: ليسير ما سألت. ثم أخذت برمته فقدمته إليهن، قال: أسلم حبيش، على نفاد العيش، ثم قال:

أرأيت إن طالبتكم فوجدتكم … بحلية أو أدركتكم بالخوانق

ألم يك حقا أن ينول عاشق … تكلف إدلاج السرى والودائق

فلا ذنب لي، قد قلت، إذ أهلنا معا … أثيبي بود قبل إحدى الصفائق

أثيبي بود قبل أن تشحط النوى … وينأى الأمير بالحبيب المفارق

فإني لا سر لدي أضعته … ولا راق عيني بعد وجهك رائق

على أن ما ناب العشيرة شاغل … عن اللهو إلا أن تكون بوائق

فقالت: وأنت حييت عشرا، وسبعا وترا، وثمانيا تترى. ثم قدمناه فضربنا عنقه.

قال ابن إسحاق: فحدثنا أبو فراس الأسلمي، عن أشياخ من قومه قد شهدوا هذا مع خالد؛ قالوا: فلما قتل قامت إليه، فما زالت ترشفه حتى ماتت عليه.

(١) الميلغة: الإناء الذي يلغ فيه الكلب.

<<  <  ج:
ص:  >  >>