للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ألفًا سمع منه ثمانين ألفًا، والباقي وجادة وسمع "الناسخ والمنسوخ" و"التاريخ"، و"حديث شعبة" و"المقدم والمؤخر في كتاب الله"، و"جوابات القرآن"، و"المناسك الكبير" و"الصغير"، وغير ذلك من التصانيف، وحديث الشيوخ قال: ومازلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال وعلل الحديث والأسماء، والكنى والمواظبة على طلب الحديث في العراق، وغيرها ويذكرون عن أسلافهم الإقرار له بذلك حتى إن بعضهم أسرف في تقريظه إياه بالمعرفة، وزيادة السماع للحديث على أبيه.

قلت: ما زلنا نسمع بهذا "التفسير" الكبير لأحمد على ألسنة الطلبة، وعمدتهم حكاية ابن المنادي هذه، وهو كبير قد سمع من جده، وعباس الدوري، ومن عبد الله بن أحمد لكن ما رأينا أحدا، أخبرنا عن وجود هذا "التفسير"، ولا بعضه ولا كراسة منه، ولو كان له، وجود أو لشيء منه لنسخوه، ولاعتني بذلك طلبة العلم، ولحصلوا ذلك، ولنقل إلينا، ولاشتهر ولتنافس أعيان البغداديين في تحصيله، ولنقل منه ابن جرير فمن بعده في تفاسيرهم، ولا والله يقتضي أن يكون عند الإمام أحمد في التفسير مائة ألف وعشرون ألف حديث فإن هذا يكون في قدر مسنده بل أكثر بالضعف ثم الإمام أحمد لو جمع شيئًا في ذلك لكان يكون منقحًا مهذبًا عن المشاهير فيصغر لذلك حجمه، ولكان يكون نحوا من عشرة آلاف حديث بالجهد بل أقل ثم الإمام أحمد كان لا يرى التصنيف، وهذا كتاب "المسند" له لم يصنفه هو، ولا رتبه ولا اعتنى بتهذيبه بل كان يرويه لولده نسخًا، وأجزاءً ويأمره: أن ضع هذا في مسند فلان، وهذا في مسند فلان، وهذا التفسير، ولا جود له وأنا أعتقد أنه لم يكن فبغداد لم تزل دار الخلفاء، وقبة الإسلام ودار الحديث ومحلة السنن ولم يزل أحمد فيها معظمًا في سائر الأعصار، وله تلامذة كبار وأصحاب أصحاب، وهلم جرًّا إلى بالأمس حين استباحها جيش المغول، وجرت بها من الدماء سيول وقد اشتهر ببغداد "تفسير ابن جرير"، وتزاحم على تحصيله العلماء، وسارت به الركبان، ولم نعرف مثله في معناه ولا ألف قبله أكبر منه، وهو في عشرين مجلدة وما يحتمل أن يكون عشرين ألف حديث بل لعله خمسة عشر ألف إسناد فخذه فعده إن شئت.

قال أبو أحمد بن عدي: نبل عبد الله بن أحمد بأبيه، وله في نفسه محل في العلم أحيا علم أبيه من "مسنده" الذي قرأ عليه أبوه خصوصًا قبل أن يقرأه على غيره، ومما سأل أباه عن رواة الحديث فأخبره به ما لم يسأله غيره ولم يكتب عن أحد إلَّا من أمره أبوه أن يكتب عنه.

قال بدر بن أبي بدر البغدادي: عبد الله بن أحمد جهبذ ابن جهبذ.

<<  <  ج: ص:  >  >>