للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الحاكم: سمعت حسان بن محمد يقول: كنا في مجلس ابن سريج سنة ثلاث وثلاث مائة، فقام إليه شيخ من أهل العلم فقال: أبشر أيها القاضي، فإن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد -يعني: للأمة- أمر دينها، وإن الله تعالى بعث على رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وبعث على رأس المائتين محمد بن إدريس الشافعي، وبعثك على رأس الثلاث مائة، ثم أنشأ يقول:

اثنان قد ذهبا فبورك فيهما … عمر الخليفة ثم حلف السؤدد

الشافعي الألمعي محمد … إرث النبوة وابن عم محمد

أبشر أبا العباس إنك ثالث … من بعدهم سقيًا لتربة أحمد

قال: فصاح أبو العباس، وبكى، وقال: لقد نعى إلي نفسي. قال حسان الفقيه: فمات القاضي أبو العباس تلك السنة.

قلت: وقد كان على رأس الأربع مائة الشيخ أبو حامد الإسفراييني، وعلى رأس الخمس مائة أبو حامد الغزالي، وعلى رأس الست مائة الحافظ عبد الغني، وعلى رأس السبع مائة شيخنا أبو الفتح ابن دقيق العيد.

وإن جعلت "من يجدد" لفظًا يصدق على جماعة -وهو أقوى- فيكون على رأس المائة: عمر بن عبد العزيز خليفة الوقت، والقاسم بن محمد، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وأبو قلابة، وطائفة. وعلى رأس المائتين مع الشافعي: يزيد ابن هارون، وأبو داود الطيالسي، وأشهب الفقيه، وعدة. وعلى رأس الثلاث مائة مع ابن سريج: أبو عبد الرحمن النسائي، والحسن بن سفيان، وطائفة.

وممن مات في سنة ست مسند بغداد أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وشيخ الصوفية أبو عبد الله ابن الجلاء أحمد بن يحيى بالشام، والمحدث حاجب بن أركين الفرغاني، والحافظ عبدان بن أحمد بن موسى الأهوازي، والمحدث علي ابن إسحاق بن زاطيا المخرمي، والقاضي محمد بن خلف وكيع الأخباري، ومحدث قزوين أبو عبد الله محمد بن مسعود بن الحارث الأسدي، ومفتي الشافعية بمصر أبو الحسن منصور بن إسماعيل الضرير.

أخبرنا أبو محمد بن أبي عمر إذنًا: أخبرنا عمر بن محمد، أخبرنا أحمد بن محمد، ومحمد بن عبد الباقي قالا: أخبرنا طاهر ابن عبد الله، أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد،

<<  <  ج: ص:  >  >>