للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخبرنا أحمد بن هبة الله: أخبرنا زين الأمناء الحسن بن محمد، أخبرنا أبو القاسم الأسدي، أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي، أخبرنا أبو سعيد الدينوري مستملي ابن جرير، أخبرنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري بعقيدته، فمن ذلك: وحسب امرئ أن يعلم أن ربه هو الذي على العرش استوى، فمن تجاوز ذلك فقد خاب وخسر. وهذا "تفسير" هذا الإمام مشحون في آيات الصفات بأقوال السلف على الإثبات لها، لا على النفي والتأويل، وأنها لا تشبه صفات المخلوقين أبدًا.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله، أخبرنا المسلم بن أحمد المازني، أخبرنا علي بن الحسن الحافظ ببعلبك سنة إحدى وخمسين وخمس مائة، أخبرنا علي بن إبراهيم الحسيني، أخبرنا أبو بكر الحافظ، قال: قرأت على أبي الحسن هبة الله بن الحسن الأديب لابن دريد. قلت: يرثي ابن جرير:

لن تستطيع لأمر الله تعقيبا … فاستنجد الصبر أو فاستشعر الحوبا

وافزع إلى كنف التسليم وارض بما … قضى المهيمن مكروها ومحبوبا

إن الرزية لا وفر تزعزعه … أيدي الحوادث تشتيتًا وتشذيبا

ولا تفرق ألاف يفوت بهم … بين يغادر حبل الوصل مقضوبا

لكن فقدان من أضحى بمصرعه … نور الهدى وبهاء العلم مسلوبًا

إن المنية لم تتلف به رجلًا … بل أتلفت علمًا للدين منصوبا

أهدى الردى للثرى إذ نال مهجته … نجمًا على من يعادي الحق مصبوبا

كان الزمان به تصفو مشاربه … فالآن أصبح بالتكدير مقطوبا

كلا وأيامه الغر التي جعلت … للعلم نورًا وللتقوى محاريبا

لا ينسري الدهر عن شبه له أبدًا … ما استوقف الحج بالأنصاب أركوبا

إذا انتضى الرأي في إيضاح مشكلة … أعاد منهجها المطموس ملحوبا

لا يولج اللغو والعوراء مسمعه … ولا يقارف ما يغشيه تأنيبا

تجلو مواعظه رين القلوب كما … يجلو ضياء سنا الصبح الغياهيبا

لا يأمن العجز والتقصير مادحه … ولا يخاف على الإطناب تكذيبا

<<  <  ج: ص:  >  >>