للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ودت بقاع بلاد الله لو جعلت … قبرًا له لحباها جسمه طيبا

كانت حياتك للدنيا وساكنها … نورًا فأصبح عنها النور محجوبا

لو تعلم الأرض من وارت لقد خشعت … أقطارها لك إجلالًا وترحيبا

إن يندبوك فقد ثلت عروشهم … وأصبح العلم مرثيًا ومندوبا

ومن أعاجيب ما جاء الزمان به … وقد يبين لنا الدهر الأعاجيبا

أن قد طوتك غموض الأرض في لحف … وكنت تملأ منها السهل واللوبا

قال أحمد بن كامل: توفي ابن جرير عشية الأحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر وثلاث مائة، ودفن في داره برحبة يعقوب -يعني: ببغداد. قال: ولم يغير شيبه، وكان السواد فيه كثيرًا، وكان أسمر إلى الأدمة، أعين، نحيف الجسم، طويلًا، فصيحًا، وشيعه من لا يحصيهم إلَّا الله تعالى، وصلَّى على قبره عدة شهور ليلًا ونهارًا إلى أن قال: ورثاه خلق من الأدباء وأهل الدين، ومن ذلك قول أبي سعيد بن الأعرابي:

حدث مفظع وخطب جليل … دق عن مثله اصطبار الصبور

قام ناعي العلوم أجمع لما … قام ناعي محمد بن جرير

<<  <  ج: ص:  >  >>