للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأبو عمرو والجماعة، إذ كانوا قصدوا في أمر البلد، فلما خرج، عاتبوه، فقال: استحييت من الله أن أسأل أمر الدنيا وأدع أمر الدين.

قال أبو الوليد حسان بن محمد: سمعت أبا العباس السراج يقول: واأسفي على بغداد! فقيل له: ما حملك على فراقها؟ قال: أقام بها أخي إسماعيل خمسين سنة، فلما توفي ورفعت جنازته، سمعت رجلًا على باب الدرب يقول لآخر: من هذا الميت؟ قال: غريب كان هاهنا. فقلت: إنا لله، بعد طول مقام أخي بها، واشتهاره بالعلم والتجارة، يقال له: غريب كان هنا. فحملتني هذه الكلمة على الانصراف إلى الوطن.

قلت: كان أخوه إسماعيل السراج ثقة، عالمًا، مختصًا بأحمد بن حنبل، يروي عن: يحيى بن يحيى، وجماعة. روى عنه: إسماعيل الخطبي، وابن قانع، وطائفة.

أخبرنا إسماعيل بن إسماعيل في كتابه، أخبرنا أحمد بن تميم اللبلي ببعلبك، أخبرنا أبو روح بهراة، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن محمد الخفاف، حدثنا أبو العباس السراج إملاء، قال: من لم يقر بأن الله -تعالى- يعجب، ويضحك، وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا، فيقول: "من يسألني، فأعطيه"، فهو زنديق كافر يستتاب، فإن تاب، وإلا ضربت عنقه، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين.

قلت: لا يكفر إلا إن علم أن الرسول ﷺ قاله، فإن جحد بعد ذلك، فهذا معاند -نسأل الله الهدى- وإن اعترف إن هذا حق، ولكن لا أخوض في معانيه، فقد أحسن، وإن آمن، وأول ذلك كله، أو تأول بعضه، فهو طريقة معروفة.

وقد كان السراج ذا ثروة وتجارة، وبر ومعروف، وله تعبد وتهجد، إلَّا أنه كان منافرًا للفقهاء أصحاب الرأي، والله يغفر له.

قال الحاكم: سمعت أبا سعيد المقرئ، سمعت السراج يقول عند حركاته إذا قام أو قعد: يا بغداد! واأسفى عليك، متى يقضى لي الرجوع إليك.

نقل الحاكم، وغيره: أن أبا العباس السراج مات في شهر ربيع الآخر، سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة، بنيسابور.

أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي، وأحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء قراءة، عن عبد المعز بن محمد البزاز، أخبرنا محمد بن إسماعيل الفضيلي، أخبرنا سعيد بن أبي سعيد

<<  <  ج: ص:  >  >>