للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن ابنه؛ أبي الحسن بن العلاف، قال: إنما كنى أبي بالهر عن ابن الفرات المحسن ولد الوزير.

وعن آخر قال: هويت جارية للوزير علي بن عيسى غلامًا لابن العلاف الضرير، فعلم بهما الوزير، فقتلهما، وسلخهما وحشاهما تبنا، فرثاه أستاذه ابن العلاف، وكنى عنه بالهر -فالله أعلم- فقال:

يا هر فارقتنا ولم تعد … وكنت عندي بمنزل الولد

وكيف ننفك عن هواك وقد … كنت لنا عدة من العدد

وتخرج الفأر من مكامنها … ما بين مفتوحها إلى السدد

يلقاك في البيت منهم مدد … وأنت تلقاهم بلا مدد

حتى اعتقدت الأذى لجيرتنا … ولم تكن للأذى بمعتقد

وحمت حول الردى بظلمهم … ومن يحم حول حوضه يرد

وكان قلبي عليك مرتعدًا … وأنت تنساب غير مرتعد

تدخل برج الحمام متئدًا … وتبلع الفرخ غير متئد

وتطرح الريش في الطريق لهم … وتبلع اللحم بلع مزدرد

أطعمك الغي لحمها فرأى … فتلك أصحابها من الرشد

كادوك دهرًا فما وقعت وكم … أفلت من كيدهم ولم تكد

فحين أخفرت وانهمكت وكا … شفت وأشرفت غير مقتصد

صادوك غيظًا عليك وانتقموا … منك وزادوا ومن يصد يصد

ثم شفوا بالحديد أنفسهم منك … ولم يرعووا على أحد

ولم تزل للحمام مرتصدًا … حتى سقيت الحمام بالرصد

لم يرحموا صوتك الضعيف كما … لم ترث يومًا لصوتها الغرد

أذاقك الموت ربهن كما … أذقت أفراخه يدًا بيد

<<  <  ج: ص:  >  >>