للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبعثوا إلى المقتدر، ليتحول من دار الخلافة، فأجاب، ولم يبق معه سوى غريب خاله، ومؤنس الخازن، وباكر بن حمدان وطائفة، وأحاطوا بالدار ثم اقتتلوا. فذهب ابن حمدان إلى الموصل، واستظهر خواص المقتدر، وخارت قوى ابن المعتز، وأصحابه، وانهزموا نحو سامرا. ثم نزل ابن المعتز عن فرسه، وأغمد سيفه، واختفى وزيره، وقاضيه، ونهبت دورهما. وقتل المقتدر جماعة من الأعيان، ووزر له أبو الحسن علي بن الفرات، وأخذ ابن المعتز، فقتل سرًا، وصودر ابن الجصاص. فقيل: أخذ منه أزيد من ستة آلاف ألف دينار. وتضعضع حاله. وساس ابن الفرات الأمور. وتمكن، وانصلح أمر الرعية، والتقى الحسين بن حمدان وأخوه أبو الهيجاء عبد الله، فانكسر أبو الهيجاء، وقدم أخوهما إبراهيم فأصلح حال الحسين، وكتب له المقتدر أمانًا. وقدم فقلد قم وقاشان. وقدم صاحب أفريقية زيادة الله الأغلبي، وأخذها منه الشيعي وبويع المهدي بالمغرب، وظهر أمره وعدل، وتحبب إلى الرعية أولًا، ووقع بينه وبين داعييه الأخوين فوقع بينهما القتال، وعظم الخطب، وقتل خلق، حتى ظفر بهما وقتلهما، وتمكن، وبنى المهدية.

وقدم الحسين بن حمدان من قم فولي ديار بكر.

وفي سنة ٢٩٩: أمسك الوزير ابن الفرات، وادعى عليه أنه كاتب الأعراب أن يكبسوا بغداد. ووزر أبو علي الخاقاني ووردت هدايا من مصر منها: خمس مائة ألف دينار، وضلع آدمي عرضه شبر، وطوله أربعة عشر شبرًا، وتيس له بز يدر اللبن، وقدمت هدايا صاحب ما وراء النهر، وهدايا ابن أبي الساج منها: بساط رومي، طوله سبعون ذراعًا في ستين. نسجه الصناع في عشر سنين.

وفي سنة ثلاث مائة: عظم الوباء بالعراق، ووزر علي بن عيسى بن الجراح، وولي القضاء أبو عمر القاضي، وفيها ضرب الحلاج، ونودي عليه: هذا أحد دعاة القرامطة، ثم سجن مدة، وظهر عنه أنه حلولي. وقلد جميع المغرب ولد المقتدر صغير، له أربع سنين، فاستناب مؤنسًا الخادم.

وفي سنة إحدى وثلاث مائة: أقبل ابن المهدي صاحب المغرب في أربعين ألفًا برًا وبحرًا ليملك مصر، ووقع القتال غير مرة، واستولى العبيدي على الإسكندرية، ثم رجع إلى برقة. ومات الراسبي أمير فارس، فخلف ألف فرس، وألف جمل، وألف ألف دينار.

وفي سنة اثنتين وثلاث مائة: أقبل العبيدي، فالتقاه جيش الخليفة فانكسر العبيدي وقتل مقدم جيشه حباسة، وغرم الخليفة على ختان أولاده الخمسة ست مائة ألف دينار. وقلد المقتدر الجزيرة أبا الهيجاء بن حمدان، وأخذت طيئ ركب العراق، وهلك الخلق جوعًا وعطشًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>