للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي سنة (٣٠٣): راسل الوزير ابن الجراح القرامطة، وأطلق لهم، وتألفهم. وكان الجيش مشغولين مع مؤنس بحرب البربر، فنزع الطاعة الحسين بن حمدان، فسار لحربه رائق، فكسره ابن حمدان، ثم أقبل مؤنس فالتقى الحسين، فأسره، وأدخل بغداد على جمل، ثم غزا مؤنس بلاد الروم، وافتتح حصونًا، وعظم شأنه.

وفي سنة أربع: عزل ابن الجراح من الوزارة، وخرج بأذربيجان يوسف بن أبي الساج، فأسره مؤنس بعد حروب.

وفي سنة خمس: قدمت رسل طاغية الروم، يطلب الهدنة، فزينت دور الخلافة، وعرض المقتدر جيوشه ملبسين فكانوا مائة وستين ألفًا، وكان الخدام سبعة آلاف، والحجاب سبع مائة، والستور ثمانية وثلاثين ألف ستر، ومائة أسد مسلسلة، وفي الدهاليز عشرة آلاف جوشن مذهبة.

وفي سنة ست: فتح مارستان أم المقتدر، أنفق عليه سبع مائة ألف دينار. وذبح الحسين بن حمدان في الحبس، وأطلق أخوه أبو الهيجاء. وكان قد أعيد إلى الوزارة ابن الفرات، فقبض عليه، ووزر حامد بن العباس، فقدم من واسط وخلفه أربع مائة مملوك في السلاح. وولي نظر مصر والشام المادرائي، وقرر عليه خراجهما في السنة سوى رزق الجند ثلاثة آلاف ألف دينار، واستقل بالأمر والنهي السيدة أم المقتدر، وأمرت القهرمانة ثمل أن تجلس بدار العدل، وتنظر في القصص، فكانت تجلس، ويحضر القضاة والأعيان، وتوقع ثمل على المراسم.

وفي سنة سبع: ولى المقتدر نازوك إمرة دمشق، ودخلت القرامطة البصرة. فقتلوا وسبوا، وأخذ القائم العبيدي الإسكندرية ثانيًا. ومرض ووقع الوباء في جنده.

وتجمع في سنة ثمان: من الغوغاء ببغداد عشرة آلاف، وفتحوا السجون، وقاتلوا الوزير وولاة الأمور، ودام القتال أيامًا، وقتل عدة، ونهبت أموال الناس، واختلت أحوال الخلافة جدًا، ومحقت بيوت الأموال.

واشتد البلاء بالبربر، وكادوا أن يملكوا إقليم مصر، وضج الخلق بالبكاء، ثم هزمهم المسلمون، وسار ثمل (١) الخادم من طرسوس في البحر فأخذ الإسكندرية من البربر.

وفي سنة تسع: قتل الحلاج على الزندقة.


(١) الثِمال: الغِياث، وثمل الخادم: أي غياثه وملجؤه ومطمه في الشدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>