للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم قال ابن خلكان: وذلك لأنهم ادعوا علم المغيبات. ولهم في ذلك أخبار مشهورة.

وفتحت للعزيز حلب وحماه وحمص. وخطب أبو الذواد محمد بن المسيب بالموصل له، ورقم اسمه على الأعلام والسكة سنة ٣٨٣، وخطب له أيضًا باليمن وبالشام ومدائن المغرب.

وكانت دولة هذا الرافضي أعظم بكثير من دولة أمير المؤمنين الطائع ابن المطيع العباسي.

قال المسبحي: وفي سنة ثمانين، أسس جامع القاهرة. وفي أيام العزيز بني قصر البحر الذي لم يكن مثله في شرق ولا غرب، وجامع القرافة وقصر الذهب.

وفي أيامه أظهر سب الصحابة جهارًا.

وفي سنة ٣٦٦: حجت جميلة بنت ناصر الدولة، صاحب الموصل. فمما كان معها أربع مائة محمل، فكانت لا يدرى في أي محمل هي. وأعتقت خمس مائة نفس. ونثرت على الكعبة عشرة آلاف مثقال. وسقت جميع الوفد سويق السكر والثلج، كذا قال الثعالبي، وخلعت وكست خمسين ألفًا. ولقد خطبها السلطان عضد الدولة، فأبت فحنق لذلك، ثم تمكن منها، فأفقرها وعذبها، ثم ألزمها أن تقعد قي الحانة لتحصل من الفاحشة ما تؤدي، فمرت مع الأعوان، فقذفت نفسها في دجلة، فغرقت، عفا الله عنها.

وفي سنة ٦٧: جرت وقعات بين المصريين، وهفتكين الأمير، وقتل خلق، وضرب المثل بشجاعة هفتكين. وهزم الجيوش، وفر منه جوهر القائد. فسار لحربه صاحب مصر العزيز بنفسه، فالتقوا بالرملة. وكان هفتكين على فرس أدهم يجول في الناس، فبعث إليه العزيز رسولا، يقول: أزعجتني وأحوجتني لمباشرة الحرب، وأنا طالب للصلح، وأهب لك الشام كله. قال: فنزل وباس الأرض، واعتذر ووقع الحرب. وقال: فات الأمر، ثم حمل على الميسرة، فهزمها، فحمل العزيز بنفسه عليه في الأبطال فانهزم هفتكين، ومن معه والقرامطة، واستحر بهم القتل. ونودي: من أسر هفتكين فله مائة ألف دينار. وذهب هفتكين جريحا في ثلاثة، فظفر به مفرج بن دغفل. ثم أتى به العزيز، فلم يؤذه بل بلغه أعلى الرتب مديدة ثم سقاه ابن كلس الوزير، فأنكر العزيز ذلك. فداراه ابن كلس بخمس مائة ألف دينار.

وفي سنة ٣٦٨: توثب على دمشق قسام الجبيلي التراب، والتف عليه أحداث البلد وشطارها. ولم يبق لأميرها معه أمر.

وجاء رسول العزيز إلى أمير الوقت عضد الدولة ليخطب له، فأجابه بتلطف وود وإتحاف، ولم يتهيأ ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>