للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله، فلا يكتبن عليك حافظاك شيئًا تستحي منه غدًا. وكنت مع النصراباذي أي بلد أتيناه يقول: قم بنا: نسمع الحديث. وسمعته يقول: إذا بدا لك شيء من بوادي الحق، فلا تلتفت معها إلى جنة ولا نار، وإذا رجعت عن تلك الحال، فعظم ما عظمه الله.

وقال: أصل التصوف ملازمة الكتاب والسنة، وترك الأهواء والبدع، وعظيم حرمات المشايخ، ورؤية أعذار الخلق، والدوام على الأوراد.

قال عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في "سياق التاريخ": أبو عبد الرحمن شيخ الطريقة في وقته، الموفق في جميع علوم الحقائق، ومعرفة طريق التصوفغ، وصاحب التصانيف المشهورة العجيبة، ورث التصوف من أبيه وجده، وجمع من الكتب ما لم يسبق إلى ترتيبه حتى بلغ فهرس كتبه المائة أو أكثر، حدث أكثر من أربعين سنة قراءة وإملاء، وكتب الحديث بنيسابور ومرو والعراق والحجاز، وانتخب عليه الحفاظ. سمع من: أبيه، وجده ابن نجيد، وأبي عبد الله الصفار، وأبي العباس الاصم، ومحمد بن يعقوب الحافظ، وأبي إسحاق الحيري، وأبي جعفر الرازي، وأبي الحسن الكارزي، وأبي الحسن الطرائفي، والإمام أبي بكر الصبغي، والأستاذ أبي الوليد حسان، وابني المؤمل، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي سعيد بن رميح، وأبي بكر القطيعي، وطبقتهم.

وولد في سنة ثلاثين وثلاث مائة، كذا ورخه عبد الغافر، فالله أعلم.

وقال: حدثنا عنه جدي زين الإسلام القشيري، وأبو سعيد بن رامش، وأبو بكر بن زكريا، وأبو صالح المؤذن، وأبو بكر بن خلف، ومحمد بن إسماعيل التفليسي، وأبو نصر الجوري، وعلي بن أحمد المديني.

قلت: ومحمد بن يحيى المزكي، وأبو بكر البيهقي، والقاسم بن الفضل الثقفي، وخلق كثير. وما هو بالقوي في الحديث.

ذكره الخطيب، فقال: محله كبير، وكان مع ذلك صاحب حديث، مجودًا، جمع شيوخًا وتراجم، وأبوابًا، وعمل دويرة للصوفية، وصنف سننا وتفسيرًا.

قال أبو الوليد القشيري: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يسأل أبا على الدقاق، فقال الذكر أتم أم الفكر؟ فقال: ما الذي يفتح للشيخ فيه؟ قال أبو عبد الرحمن: عندي الذكر أتم، لأن الحق يوصف بالذكر، ولا يوصف بالفكر. فاستحسنه أبو علي.

السلمي: حدثنا محمد بن العباس الضبي، حدثنا محمد بن أبي علي، حدثنا الفضل بن

<<  <  ج: ص:  >  >>