للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي أن الفقيه أبا عمران الفاسي مضى إلى مكة، وقد كان قرأ على أبي ذر شيئًا، فوافق أبا ذر في السراة موضع سكناه، فقال لخازن كتبه: أخرج إلي من كتب الشيخ ما أنسخه ما دام غائبًا، فإذا حضر، قرأته عليه. فقال الخازن: لا أجترئ على هذا، ولكن هذه المفاتيح إن شئت أنت، فخذ وافعل ذلك. فأخذها، وأخرج ما أراد، فسمع: أبو ذر بالسراة بذلك، فركب، وطرق مكة، وأخذ كتبه، وأقسم أن لا يحدثه. فلقد أخبرت أن أبا عمران كان بعد إذا حدث عن أبي ذر، يوري عن اسمه، فيقول: أخبرنا أبو عيسى. وبذلك كانت العرب تكنيه باسم ولده.

قلت: قد مات أبو عمران الفاسي قبل أبي ذر، وكان قد ألقي القاضي ابن الباقلاني والكبار، وما لانزعاج أبي ذر وجه، والحكاية دالة على زعارة الشيخ والتلميذ رحمهما الله.

وكان ولده أبو مكتوم يحج من السراة، ويروي، إلى أن قدم فلان المرابط من أمراء المغرب، فجاور وسمع: صحيح البخاري من أبي مكتوم، وأعطاه ذهبًا جيدًا، فأباعه نسخة الصحيح، وذهب بها إلى المغرب. وحج أبو مكتوم في سنة سبع وتسعين وأربع مائة وله بضع وثمانون سنة، وحج فيها أبو طاهر السلفي، وأبو بكر السمع: اني، وجمعهم الموقف، فقال السمع: اني للسلفي: اذهب بنا نسمع: منه. قال السلفي: فقلت له: دعنا نشتغل بالدعاء، ونجعله شيخ مكة. قال: فاتفق أنه نفر من منى في النفر الأول مع السرويين وذهب، وفاتهما الأخذ عنه. قال السلفي: فلامني ابن السمع: اني، فقلت: أنت قد سمعت الصحيح مثله من أبي الخير بن أبي عمران صاحب الكشميهني، وما كان معه من مروياته سواه.

قلت: ولم يسمع: لأبي مكتوم بعد هذا العام بذكر ولا ورخ لنا موته.

وقد أرخ القاضي عياض موت أبي ذر في سنة خمس وثلاثين وأربع مائة، والصواب: في سنة أربع.

قال أبو علي بن سكرة: توفي عقب شوال.

أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، أخبرنا أحمد بن طاووس سنة ٦١٧، أخبرنا حمزة بن كروس، أخبرنا نصر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا أبو ذر عبد بن أحمد كتابةً، أن بشر بن محمد المزني حدثهم إملاء، حدثنا الحسين بن إدريس، حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي، حدثنا الوليد بن الوليد، حدثنا ابن ثوبان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي Object قال: "إن الجنة لتزخرف لرمضان من رأس الحول، فإذا كان أول يوم من شهر رمضان، هبت ريح من تحت العرش، فشققت ورق الجنة عن الحور العين، فقلن: يا رب! اجعل لنا من عبادك أزواجًا تقربهم أعيننا، وتقر أعينهم بنا".

قال الفقيه نصر: تفرد به الوليد بن الوليد العنسي، وقد تركوه.

قلت: وهاه الدارقطني، وقواه أبو حاتم الرازي.

وفيها أعني سنة أربع توفي شعيب بن عبد الله بن المنهال بمصر، وأبو طالب عمر بن إبراهيم الزهري، وهارون بن محمد بن أحمد بن هارون في رمضان.

<<  <  ج: ص:  >  >>