للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال المغامي: كان أبو عمرو مجاب الدعوة مالكي المذهب.

وقال الحميدي: هو محدث مكثر ومقرئ متقدم سمع: بالأندلس والمشرق.

قلت: المشرق في عرف المغاربة مصر وما بعدها من الشام والعراق وغير ذلك كما أن المغرب في عرف العجم وأهل العراق أيضًا مصر وما تغرب عنها.

قال أبو القاسم بن بشكوال: كان أبو عمرو أحد الأئمة في علم القرآن رواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه وجمع في ذلك كله تواليف حسانًا مفيدة وله معرفة بالحديث وطرقه وإسماء رجاله ونقلته وكان حسن الخط جيد الضبط من أهل الذكاء والحفظ والتفنن في العلم دينًا فاضلًا ورعًا سنيًا.

وفي فهرس ابن عبيد الله الحجري قال: والحافظ أبو عمرو الداني قال بعض الشيوخ: لم يكن في عصره ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه وكان يقول: ما رأيت شيئًا قط إلَّا كتبته ولا كتبته إلَّا وحفظته ولا حفظته فنسيته. وكان يسأل عن، المسألة مما يتعلق بالآثار وكلام السلف فيوردها بجميع ما فيها مسندة من شيوخه إلى قائلها.

قلت: إلى أبي عمرو المنتهى في تحرير علم القراءات وعلم المصاحف مع البراعة في علم الحديث والتفسير والنحو وغير ذلك.

ألف كتاب جامع البيان في السبع ثلاثة أسفار في مشهورها وغريبها وكتاب التيسير وكتاب الاقتصاد في السبع وايجاز البيان في قراءة ورش والتلخيص في قراءة ورش أيضًا والمقنع في الرسم وكتاب المحتوى في القراءات الشواذ فأدخل فيها قراءة يعقوب وأبي جعفر وكتاب طبقات القراء في مجلدات والأرجوزة في أصول الديانة وكتاب الوقف والابتداء وكتاب العدد وكتاب التمهيد في حرف نافع مجلدان وكتاب اللامات والراءات لورش وكتاب الفتن الكائنة؛ مجلد يدل على تبحره في الحديث وكتاب الهمزتين مجلد وكتاب الياءات مجلد وكتاب الإمالة لابن العلاء مجلد. وله تواليف كثيرة صغار في جزء وجزئين.

وقد كان بين أبي عمرو وبين أبي محمد بن حزم وحشة ومنافرة شديدة أفضت بهما إلى التهاجي وهذا مذموم من الأقران موفور الوجود. نسأل الله الصفح. وأبو عمر أقوم قيلًا وأتبع للسنة ولكن أبا محمد أوسع دائرةً في العلوم بلغت تواليت أبي عمرو مائةً وعشرين كتابًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>