للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٤٥٥١ - الطبري "آخر"]

العلامة، مفتي الشافعية، أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الله الطبري، الحاجي، البزازي.

قدم بغداد في الصبا، وسكنها، وتفئقه على القاضي أبي الطيب، وسمع منه، ومن الجوهري، ولزم الشيخ أبا إسحاق حتى أحكم المذهب والأصول والخلاف، وشهد عند أبي عبد الله الدامغاني، ودرس بالنظامية سنة " (٤٨٣) "، ثم قدم بعد أشهر عبد الوهاب بن محمد الفامي الشيرازي، فتقرر أن أشرك بينهما في التدريس، فدرسا مديدة، ثم صرفا بتولية الغزالي، فلما حج الغزالي سنة ثمان وثمانين، وذهب إلى الشام وطول الغيبة، ولي الطبري تدريس النظامية في صفر، سنة تسع، ثم فارق بغداد بعد ثلاثة أعوام، وسار إلى أصبهان لودائع كانت عنده.

روى عنه هبة الله بن السقطي شيئًا.

مات في شعبان، سنة خمس وتسعين وأربع مائة، وبأصبهان، ﵀.

٤٥٥٢ - دُقاق (١):

صاحب دمشق، شمس الملوك، أبو نصر دقاق ابن السلطان تاج الدولة تتش ابن السلطان ألب آرسلان السلجوقي، التركي.

تملك بعد مقتل أبيه سنة سع وثمانين وأربع مائة، فكان في حلب، فطلبه خادم أبيه، ونائب قلعة دمشق سرًا من أخيه رضوان صاحب حلب، فبادر دقاق وجاء، فتملك، ثم أشار عليه زوج أمه طغتكين الأتابك بقتل خادمه المذكور ساوتكين لتمكنه، فقتله، ثم أقبل رضوان أخوه محاصرًا لدمشق، فلم يقدر عليها، فترحل، ثم استقل دقاق، ثم عرض له مرض تطاول به إلى أن مات في ثامن عشر رمضان، سنة سبع وتسعين، فكانت دولته عشر سنين. فقيل: إن أمه سمته، رتبت له جارية سمته في عنقود عنب نخسته بإبرة مسمومة، ثم ندمت أمه، وتهرى جوفه، ودفن بخانقاه الطواويس.

وعمد الأتابك طغتكين، فأقام في اسم الملك طفلًا لدقاق بعد أن استحضر من سجن قلعة بعلبك أخا لدقاق اسمه أرتاش، وسلطنه، ثم بعد ثلاثة أشهر تخيل أرتاش من الأتابك، وفر إلى بغدوين الفرنجي صاحب القدس، فما أعانه، فتوجه إلى العراق على الرحبة، فجاءه الأجل، فعمد الأتابك إلى الطفل المذكور، فنصبه مديدة، ثم تملك، وامتدت أيامه.

وكان قد وزر لدقاق أبو القاسم الحسن بن علي الخوارزمي، وقد كان عمل مصافًا بقرب حلب مع أخيه، فتفلل جمعه، ورد إلى دمشق.


(١) ترجمته في العبر "٣/ ٣٤٧"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٥/ ١٨٩"، وشذرات الذهب لابن العماد "٣/ ٤٠٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>