للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال: اضرب عنقه، فضرب عنقه، وجعل رأسه أحد أثافي قدر طبخ فيها طعام، ثم تزوج خالد بالمرأة (١)، فقال أبو زهير السعدي من أبيات:

قضى خالد بغيا عليه لعرسه … وكان له فيها هوى قبل ذلكا

وذكر ابن الأثير في "كامله" (٢) وفي "معرفة الصحابة" (٣)، قال: لما توفي النبي وارتدت العرب، وظهرت سجاح وادعت النبوة صالحها مالك، ولم تظهر منه ردة، وأقام بالبطاح، فلما فرغ خالد من أسد وغطفان سار إلى مالك وبث سرايا، فأتى بمالك. فذكر الحديث وفيه: فلما قدم خالد قال عمر: يا عدو الله قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته، لأرجمنك وفيه أن أبا قتادة شهد أنهم أذنوا وصلوا (٤).

وقال الموقري (٥)، عن الزهري قال: وبعث خالد إلى مالك بن نويرة سرية فيهم أبو قتادة، فساروا يومهم سراعا حتى انتهوا إلى محلة الحي، فخرج مالك في رهطة فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن المسلمون، فزعم أبو قتادة أنه قال: وأنا عبد الله المسلم، قال: فضع السلاح، فوضعه في اثني عشر رجلا، فلما وضعوا السلاح ربطهم أمير تلك السرية وانطلق بهم أسارى، وسار معهم السبي حتى أتوا بهم خالدا، حدث أبو قتادة خالدًا أن لهم أمانا وأنهم قد ادعوا إسلاما، وخالف أبا قتادة جماعة السرية، فأخبروا خالدا أنه لم يكن لهم أمان،


(١) كذب ومين: أخرجه ابن جرير الطبري في "تاريخ الأمم والملوك" "٣/ ٢٧٩" بإسناد مظلم من طريق سيف بن عمر، عن خزيمة بن شجرة، عن عثمان بن سويد الرياحي، عن سويد الرياحي.
قلت: وهذا إسناد مظلم، رجاله هم بين كذاب دجال ومتهم. فهذه الحكاية عن خالد من الافتراءات إذ لا يعقل أن يرتكبها صغار الصحابة فكيف بصحابي كبير مثل خالد بن الوليد، سيف الله المسلول، فلقد كان يوصي الجيش ألا يقتلوا شيخا أو امرأة أو طفلا أو يحرقوا شجرة، فكيف يقتله -وهو مسلم- ليتزوج امرأته، بل ويوقد في رأسه النار ليطبخ عليها هذا وأيم الله إفك مبين. ولا يعني إيراد الذهبي وغيره من المؤرخين لهذه النصوص غير الصحيحة أنهم يقرونها فإنهم يعتمدون على ذكر الإسناد لتبرأ ذمتهم، ويتركون للقارئ هذه الأسانيد ليميزها، فيعرف الصحيح والزغل الدخيل.
(٢) الكامل في التاريخ "٢/ ٣٥٨".
(٣) أسد الغابة في معرفة الصحابة.
(٤) كذب ومين: هذه القصة باطلة بل من أفحش الكذب، إذ كيف يعقل أن يقتل سيف الله المسلول مسلما ليتزوج امرأته بل، ويوقد برأسه النار ليطبخ عليها؟!! سبحانك هذا بهتان عظيم وإفك مبين لا يصدقه إلا الجهلة الطغام.
(٥) الوليد بن بن محمد الموقري، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث وقال ابن المديني: لا يكتب حديثه.
وقال ابن خزيمة: لا أحتج به؛ وكذبه يحيى بن معين وله مناكير وبلايا ذكر بعضها الذهبي في "الميزان".

<<  <  ج: ص:  >  >>