للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسمع أيضًا من: أبي عثمان البحيري، والشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وطائفة. وببغداد من: أبي نصر الزينبي، وتفرد بـ"صحيح مسلم"، وبالأسماء والصفات، ودلائل النبوة، والدعوات الكبير، وبالبعث للبيهقي. قاله السمعاني، وقال: هو إمامٌ مفتٍ، مناظر واعظ، حسن الأخلاق والمعاشرة، مكرمٌ للغرباء، ما رأيت في شيوخي مثله، وكان جوادًا كثير التبسم.

قلت: روى عنه أبو سعيد السمعاني، ويوسف بن آدم، وأبو العلاء العطار، وأبو القاسم بن عساكر، وأبو الحسن المرادي، وابن ياسر الجياني، وأبو الخير القزويني، وابن صدقة الحراني، وأبو سعد بن الصفار، وعبد السلام بن عبد الرحمن الأكاف، وعبد الرحيم بن عبد الرحمن الشعري، ومنصور بن عبد المنعم الفراوي، وأبو الفتوح محمد بن المطهر الفاطمي، وأبو المفاخر سعيد بن المأموني، والمؤيد بن محمد الطوسي، وعدة.

وبالإجازة القاضي أبو القاسم بن الحرستاني وغيره.

ذكره عبد الغافر في "سياقه"، فقال: فقيه الحرم، البارع في الفقه والأصول، الحافظ للقواعد، نشأ بين الصوفية، ووصل إليه بركة أنفاسهم، درس الأصول والتفسير على زين الإسلام القشيري، ثم اختلف إلى مجلس أبي المعالي، ولازم درسه ما عاش، وتفقه، وعلق عنه الأصول، وصار من جملة المذكورين من أصحابه، وحج، وعقد المجلس ببغداد وسائر البلاد، وأظهر العلم بالحرمين، وكان منه بهما أثرٌ، وذكر، وما تعدى حد العلماء وسيرة الصالحين من التواضع والتبذل في الملبس والعيش، وتستر بكتابة الشروط لاتصاله بالزمرة الشحامية مصاهرةً، ودرس بالمدرسة الناصحية، وأم بمسجد المطرز، وعقد به مجلس الإملاء في الأسبوع يوم الأحد، وله مجالس الوعظ المشحونة بالفوائد والمبالغة في النصح، حدث بـ "الصحيحين" و "غريب الحديث" للخطابي، والله يزيد في مدته ويفسح في مهلته، إمتاعًا للمسلمين بفائدته.

قال السمعاني: سمعت عبد الرشيد بن علي الطبري بمرو يقول: الفراوي ألف راوي.

وحكى والده الفضل بن أحمد عن الأمير أبي الحسن السمحوري: أنه رأى في سنة ثلاث وخمسين النبي Object وهو يقول لابني محمد: قد جعلتك نائبي في عقد المجلس.

قال ابن عساكر: إلى الفراوي كانت رحلتي الثانية، وكان يقصد من النواحي لما اجتمع فيه من علو الإسناد، ووفور العلم، وصحة الاعتقاد، وحسن الخلق، والإقبال بكليته على الطالب.

<<  <  ج: ص:  >  >>