للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كتاب اتفاق ونظام وائتلاف لجمع كلمة الإسلام يفرح به المؤمنون، انعقد بين الأمير المستنصر بالله أحمد، وبين المجاهد المؤيد أبي محمد عبد الله بن عياض، وصل الله بهما أبواب التوفيق … إلى أن قال: وأنا لي في جزيرة الأندلس غرباء في مادة الروم، فلم لا تعزم على إذاعة العدل وتروم? وقد توجه نحوكم كاتبنا ابن اليسع، وكل ما عقده وفي أموركم اعتمده أمضيناه.

قال: فلما وصلت المدينة، وقرأت الكتاب، فرحوا …

إلى أن قال: فأغارت الروم على أحواز شاطبة، فبعثني عبد الله بن عياض إلى المستنصر يقول له: أنا أحتفل للقاء القوم، فلا تخرج. فلما جئته بهذه الرسالة، قال لي: إنما تريد أن تفسد ما بيني وبين الروم من وكيد الذمة، وإذا أنا خرجت، واجتمعت بملوكهم، ردوا ما أخذوه، فأعلمت ابن عياض، فقال لي: يحسب هذا أن الروم تفي له، سيتبع رأيي حين لا ينفعه، فتضرعت إلى المستنصر، فأبى، فخرجنا جميعًا نؤم العدو، حتى وصلنا، فأمراني بكتابين عنهما إلى الملكين مونق وفراندة، وكتاب عن ابن عياض إلى صهره أبي محمد ليصل بعسكر بلنسية، فقال له ابن عياض: يقرب صيدنا، والحرب خدعة. فأبى، وقال: إذا وصلهم كتابي، ردوا الغنائم، فلم يغن كتابه شيئًا.

إلى أن قال: فالتقينا نحن والروم، فكمنوا لنا ألفي فارس، وظهر لنا أربعة آلاف، ونحن نحو الألفين، ووقع الحرب، فمات من أهل بلنسية نحو سبع مائة، ومن الروم نحو الألف، وفر أهل مرسية عن ابن عياض، وفر ابن هود، فثبت ابن عياض في نحو مائة فارس، وانكسرت الروم، لكن خرج كمينهم، فانكسرنا بعد بأس شديد، واستشهد الأمير أبو محمد عبد الله بن مردنيش صهر ابن عياض، وأحمد بن مردنيش، فشق حينئذ ابن عياض وسط الروم، وجاز نهر شقر حتى وصل مدينة جنجالة، وتوصل الفل إليه، وفقدنا ابن هود، ودخلنا مرسية، واستبشر أهلها بسلامة الملك المجاهد عبد الله بن عياض، وذلك سنة بضع وثلاثين وخمس مائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>