للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن ناصر: كان بقية الشيوخ، سمع الكثير، وكان يفهم، مضى مستورًا، وكان ثقةً، لم يتزوج قط.

وقال السمعاني أيضًا: لعله ما بقي جزء إلَّا قرأه، وحصل نسخته، ونسخ الكتب الكبار مثل "الطبقات" لابن سعد، و"تاريخ الخطيب"، وكان متفرغًا للرواية، وكان لا يجوز الإجازة على الإجازة، وصنف في ذلك شيئًا، قرأت عليه "الجعديات" و"تاريخ الفسوي" وانتقاء البقال على المخلص.

وقال ابن الجوزي: كنت أقرأ عليه وهو يبكي، فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتي بروايته، وانتفعت به ما لم أنتفع بغيره.

وقال أبو موسى المديني في "معجمه": هو حافظ عصره ببغداد.

قلت: ومات معه في عام ثمانية: الشيخ المسند أبو المعالي عبد الخالق بن البدن الصفار، ومسند أصبهان غانم بن خالد بن عبد الواحد التاجر، والمسند أبو الحسن محمد بن أحمد بن صرما -وهو ابن عمة ابن ناصر- والخطيب أبو بكر محمد بن الخضر المحولي المقرئ، والقاضي أبو بكر محمد بن القاسم بن المظفر بن الشهرزوري الموصلي، والشيخ أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي النحوي المعتزلي، والوزير علي بن طراد الزينبي، وأبو الوفاء غانم بن أحمد بن حسن الجلودي الأصبهاني، وشيخ الوعظ أبو الفتوح محمد بن الفضل الإسفراييني ابن المعتمد المتكلم.

أخبرنا علي بن أحمد وغيره إجازةً قالوا: أخبرنا عمر بن محمد، أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك، أخبرنا عبد الله بن محمد الخطيب، أخبرنا عبيد الله بن حبابة، أخبرنا أبو القاسم البغوي، حدثنا علي بن الجعد، حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري، حدثنا محمد بن سيرين، أن أم عطية قالت: توفيت إحدى بنات رسول الله ، فأمرنا أن نغسلها ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك، إن رأيتن، وأن تجعلن في الآخرة شيئًا من سدر وكافور (١).

متفق على صحته، وقد رواه النسائي نازلًا، عن عبد الملك بن شعيب بن الليث، عن أبيه، عن جده، عن يحيى بن أيوب، عن مالك بن أنس، عن أيوب، عن ابن سيرين، فوقع مصافحةً لشيوخنا.


(١) صحيح: أخرجه البخاري "١٢٥٨"، ومسلم "٩٣٩"، وأبو داود "٣١٤٢"، والترمذي "٩٩٠"، والنسائي "٤/ ٢٨ - ٢٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>