للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٨٨٣ - ابن المعتمد (١):

الواعظ الكبير المتكلم، أبو الفتوح، محمد بن الفضل الإسفراييني، المعروف بابن المعتمد.

كان رأسًا في الوعظ، فصيحًا، عذب العبارة، حلو الإيراد، ظريفًا، عالمًا، كثير المحفوظ، صوفي الشارة، جيد التصنيف.

ولد سنة أربع وسبعين وأربع مائة.

وسمع من أبي الحسن بن الأخرم، وشيرويه الديلمي.

روى عنه: السمعاني، وابن عساكر.

قال ابن النجار: كان من أفراد الدهر في الوعظ، دقيق الإشارة، وكان أوحد وقته في مذهب الأشعري، وله في التصوف قدم راسخ، صنف في الحقيقة كتبًا منها كتاب "كشف الأسرار"، وكتاب "بيان القلب"، وكتاب "بث السر"، وكل كتبه نكت وإشارات، ظهر له القبول التام ببغداد، وكان يتكلم بمذهب الأشعري، فثارت الحنابلة، فأمر المسترشد بإخراجه، فلما ولي المقتفي رجع إلى بغداد، وعاد فعادت الفتن، فأخرجوه إلى بلده.

قال ابن عساكر: هو أجرأ من رأيته لسانًا وجنانًا، وأكثرهم فيما يورد إعرابًا وإحسانًا، وأسرعهم جوابًا، وأسلسهم خطابًا، مع ما رزق بعد صحة العقيدة من الخصال الحميدة، وإرشاد الخلق، وبذل النفس في نصرة الحق … إلى أن قال: فمات مبطونًا شهيدًا غريبًا، لازمت مجلسه، فما رأيت مثله واعظًا.

قال ابن النجار: قرأت في كتاب أبي بكر المارستاني قال: حدثني قاضي القضاة أبو طالب بن الحديثي قال: مر بنا أبو الفتوح وحوله خلق، منهم من يصيح: لا نحرف ولا نصوب بل عبادة، فرجمه العوام حتى تراجموا بكلب ميت، وعظمت الفتنة، لولا قربها من باب النوبي، لهلك جماعة، فاتفق جواز عميد بغداد موفق الملك، فهرب من معه، فنزل، ودخل إلى بعض


(١) ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "١٠/ ١٥٤"، وشذرات الذهب لابن العماد "٤/ ١١٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>