للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القرآن على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه" (١) ، مثل تعملون ويعملون، وقال مالك: لا أرى باختلافهم في مثل هذا بأسا" (٢) .

"قال أبو عمر: معناه عندي أن يقرأ به في غير الصلاة على وجه التعليم والوقوف على ما روي في ذلك من علم الخاصة، وإنما ذكرنا ذلك عن مالك تفسيرا لمعنى الحديث، وإنما لم تجز القراءة به في الصلاة؛ لأن ما عدا مصحف عثمان لا يقطع عليه، وإنما يجري مجرى السنن التي نقلها الآحاد، لكنه لا يقدم أحد على القطع في رده، وقد قال مالك: إن من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود، أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف لم يصل وراءه".

"وعلماء المسلمين مجمعون على ذلك، إلا قوما شذوا، لا يعرج عليهم، منهم الأعمش". قال: "وهذا كله يدلك على أن السبعة الأحرف التي أشير إليها في الحديث ليس بأيدي الناس منها، إلا حرف زيد بن ثابت الذي جمع عليه عثمان رضي الله عنه المصاحف".

"قال أبو بكر محمد بن عبد الله الأصبهاني (٣) المقرئ: أخبرنا أبو علي الحسن بن صافي الصفار أن عبد الله بن سليمان حدثهم قال: حدثنا أبو [٤٠ و] الطاهر قال: سألت سفيان بن عيينة (٤) عن اختلاف قراءة المدنيين والعراقيين،


(١) مر تخريج هذا الحديث في الحاشية رقم ٣ ص٧٨.
(٢) التميهد ٤/ ٦٥ظ.
(٣) هو المعروف بابن أشتة، أستاذ كبير وعالم بالقراءات والعربية، له مؤلفات، منها "المفيد" في شواذ القراءات، توفي سنة ٣٦٠هـ "غاية النهاية ٢/ ١٨٤".
(٤) هو سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي، أبو محمد الكوفي، محدث مجمع على صحة حديثه وروايته، توفي سنة ١٩٨هـ "تاريخ بغداد ٩/ ١٧٤، غاية النهاية ١/ ٣٠٨، تهذيب التهذيب ٤/ ١١٧".