للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يزل حفظه بين الصحابة في ... علا حياة رسول الله مبتدرا

أشار إلى كثرة حفاظه في حياة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال:

وكل عام على جبريل يعرضه ... وقيل آخر عام عرضتين قرا

لو قال: "لكن آخر عام" كان أولى؛ لأن الجمع في خبر واحد صحيح. وقوله: "وقيل" يوهم غير ذلك، فإن كان قال: و"قبل" بالموحدة فهو أجود، والله أعلم. ثم قال رحمه الله:

إن اليمامة أهواها مسيلمة (١) الـ ... ـكذاب في زمن الصديق إذ خسرا

وبعد باس شديد حان مصرعه ... وكان باسا على القراء مستعرا

نادى أبا بكر الفاروق: خفت على الـ ... ـقراء فادرك القرآن مستطرا

فأجمعوا جمعه في الصحف واعتمدوا ... زبد بن ثابت العدل الرضا نظرا

فقام فيه بعون الله يجمعه ... بالنصح والجد والحزم الذي بهرا

من كل أوجهه حتى استتم له ... بالأحرف السبعة العليا كما اشتهرا

فأمسك الصحف الصديق ثم إلى الـ ... ـفاروق أسلمها لما قضى العمرا

وعند حفصة كانت بعد فاختلف الـ ... ـقراء فاعتزلوا في أحرف زمرا

وكان في بعض مغزاهم مشاهدهم ... حذيفة فرأى من خلفهم عبرا

فجاء عثمان مذعورا فقال له: ... أخاف أن يخلطوا فأدرك البشرا

فاستحضر الصحف الأولى التي جمعت ... وخص [٢٦ ظ] زيدًا ومن قريشه نفرا


(١) هو مسيلمة بن حبيب بن ثمامة الحنفي المعروف بمسيلمة الكذاب، كان يطمع في حكم العرب، فاتخذ ادعاء النبوة وسيلة لذلك فتنبأ وثار إثر وفاة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الخليفة أبي بكر، فجهز له أبو بكر جيشا لمحاربته فقتل في سنة ١٢هـ "انظر ترجمته وأخباره في: سيرة ابن هشام ٤/ ٢٢٢، ٢٤٦، غرر الخصائص ص٢٠٨، شذرات الذهب ١/ ٢٣".