للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- وما دامت من عند الله تعالى فليس فيها تبديل ولا تحريف، وليس لأجد ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه أن يغير فيها أو يبدل: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} (الحاقة آية ١٦-١٩) .

- وهي من عند الله تعالى بلفظها ومعناها باللغة العربية: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} (الشعراء آية ١٩٢-١٩٥) .

ولقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتحدى أمة البيان والبلاغة والإنس والجن أن يأتوا بمثل القرآن فعجزوا، ثم طلب منهم أن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا، ثم طلب منهم أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا، فثبت أنه كلام الله لا كلام غيره: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} (البقرة آية ٢٣-٢٤) .

ولقد ظلت هذه الأساليب تنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم تباعاً، وعلى مدى ثلاثاً وعشرين سنة حتى اكتمل نزول القرآن، وهو الموجود الآن في المصاحف والمحفوظ في الصدور. وهي على هذه الكثرة الكثيرة من السور والآيات البينات١ لم يحصل فيها تناقض واحد، ولا غلط واحد.. وظلت كذلك حتى اليوم وبعد أربعة عشر قرناً هي هي سليمة من أي تبديل أو تحريف.. وذلك بعكس أساليب اليهودية والنصرانية٢.

وأساليب الدعوة في القرآن على تعدد صورها وألوانها ... لم تصطدم مع العلم قديمه وحديثه، العلم الصحيح القائم على المنطق السليم، وأن ما في أحدث نظريات العلم من حقائق عن الكون ومظاهر الحياة المادية والإنسان، والحيوان، والنبات ... لا يتناقض مع ما في


١ أحصى بعض العلماء آيات القرآن الكريم فوجدها أكثر من ستة آلاف آية. انظر: الإتقان في علوم القرآن جزء ١ ص ٨٨ طبعة رابعة.
٢ أثبتت الأبحاث الدينية أن أهل الكتاب لا يوجد عندهم سند متصل. وأن التوراة الموجودة أو العهد القديم معظمها مجهودات بشرية، وأن أناجيل النصارى المعتمدة عندهم الآن لا تخرج عن إنجيل مترجم جهل الأصل المترجم منه كإنجيل متى أو عن إنجيل جهل كاتبه ولم يعرف على وجه اليقين. ومن هنا فهي كتب لا علاقة لها بالوحي، ومن ثم فقد وقع فيها التضارب والاختلاف. وقد أحصى بعض الباحثين الاختلافات في العهدين القديم والجديد وذكر منها مائة وعشرين اختلافاً، كما أحصى الأغلاط وذكر منها مائة وعشرة من الأغلاط وأتى باستشهادات على التحريفات اللفظية ذكر منها خمسة وثلاثين شاهداً، وعلى التحريفات بالزيادة وذكر منها خمسة وأربعين شاهداً، وعلى التحريفات بالنقصان وذكر منها عشرين شاهداً، ثم ذكر كثيراً من المغالاطات التي امتلأت بها هذه الكتب وذلك بالأدلة التي لا مجال فيها للطعن، انظر: إظهار الحق لرحمة الله بن خليل الرحمن الهندي الجزء الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>