للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما النبي فقد اختلف العلماء في تعريفه:

- فمنهم من قال: هو الذي أوحى الله إليه بشرع١ ليعمل به ولم يؤمر بتبليغه.

- فمنهم من قال: هو الذي أوحى الله إليه أن يدعو الناس إلى شريعة رسول قبله٢.

- ومنهم من قال: هو الذي أوحى الله إليه وأخبره بأمره ونهيه وخبره، ويعمل بشريعة رسول قبله بين قوم مؤمنين٣ وهذا هو الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية ولعله هو أرجح الأقوال وأسلمها من الاعتراض فقد اعترض على القول الأول بأنه غير صحيح لأن قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ} ٤ يدل على أن كلا منهما مرسل وأنهما مع ذلك بينهما تغاير٥ وكذلك مما يؤكد كون الأنبياء مأمورين بتبليغ قومهم ما أوحي إليهم والحكم بينهم بذلك ما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كانت بنوا إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي ... " الحديث٦.

" أي تتولى أمورهم كما تفعل الأمراء والولاة بالرعية. والسياسة: القيام على الشيء بما يصلحه"٧.


١ المصدر السابق (ص ٢٧٥) ، وشرح العقيدة الطحاوية (ص ١٦٧) .
٢ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي (٥/ ٧٣٥) .
٣ كتاب النبوات لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص ٢٥٥) .
٤ الآية (٥٢) من سورة الحج.
٥ أضواء البيان (٥/ ٧٣٥) .
٦ أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأنبياء: باب ما ذكر عن بني إسرائيل. انظر: فتح الباري (٦/ ٤٩٥) ح ٣٤٥٥. وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإمارة: باب الأمر بالوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول (٦/ ١٧) .
٧ النهاية في غريب الحديث (٢/ ٤٢١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>