للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الثاني: الأدلة من السنة على عموم رسالته]

الأدلة على عموم رسالته صلى الله عليه وسلم وعالميتها كثيرة جدا في السنة النبوية سواء من الناحية القولية أو الناحية العملية وسنعرض هنا لكلتا الناحيتين بإذن الله.

أ- السنة القولية:

أ- عن أبي الدرداء١ رضي الله عنه قال: "كانت بين أبي بكر٢ وعمر محاورة، فأغضب أبو بكر عمر، فانصرف عنه عمر مغضبا، فأتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل، حتى أغلق بابه في وجهه فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو الدرداء ونحن عنده: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما صاحبكم هذا فقد غامر" ٣.

قال: وندم عمر على ما كان منه، فأقبل حتى سلم وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقص على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، قال أبو الدرداء: وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل أبو بكر يقول: والله يا رسول الله، لأنا كنت أظلم.


١ واسم أبي الدرداء كما قيل عويمر بن عامر، ولعل كنيته هي اسمه، أنصاري أسلم يوم بدر وشهد المشاهد بعدها، وكان أحد الحكماء العلماء الفضلاء توفي في عهد عثمان.
الاستيعاب (٤/ ٥٩- ٦٠) .
٢ واسمه عبد الله بن عثمان بن عامر: ولد بعد الفيل بسنتين وسنة أشهر، صحب النبي صلى الله عليه وسلم سنين قبل البعثة وسبق إلى الإيمان به واستمر معه طوال إقامته بمكة ورافقه في الهجرة وفي الغار وفى المشاهد كلها إلى أن مات، وولي الخلافة من بعده فكان أول الخلفاء الراشدين، ومناقبه كثيرة رضي الله عنه توفي سنة ١٣ هـ. الإصابة (٢/ ٣٣٣ - ٣٣٦) رقم ٤٨١٧.
٣ غامر: أي خاصم غيره، ومعناه: دخل في غمرة الخصومة، وهي معظمها والمغامر الذي يرمي بنفسه في الأمور المهلكة. النهاية: (٣/ ٣٨٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>