للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقلّدهُ الخليفة بيده سيفًا وقال: لم يبق مع أمير المؤمنين من داره سواه، وقد تبرَّك به أمير المؤمنين، وكشف غشاء الخركاه حتّى رآه الأمراء فخدموه١.

ودخل بغداد، وكان يومًا مشهودًا، ولكن كان النّاس مشغولين بالغلاء والقحط المُفرِط٢.

مقتل البساسيريّ:

ثمّ جهَّز السُّلطان ألفي فارس عليهم خُمَارتِكِين، وأضاف معهم سرايا بن منيع الخفاجيّ، فلم يشعُر البساسيريّ ودُبَيْس بن مزيد إِلَّا والعسكر قد وصل إليهم في ثامن ذي الحجّة، فثبت البساسيريّ والتقاهم بجماعته اليسيرة، فأُسِر من أصحابه أبو الفتح بن ورَّام، ومنصور، وبدران، وحمَّاد، وبنو دُبَيْس، وضُرِب قُريش البساسيريّ بنشَّابة، وأراد هو قطع تجفاف الهزيمة فلم ينقطع، وسقط عن فرسه، فقلته دوادار عميد المُلْك، وحمل رأسه على رُمْحٍ، وطِيفَ بِهِ ببغداد، وعُلِّق قبالة باب النُّوبيّ٣ فلله الحمد.

إقرار ابن وهسودان على أذربيجان:

وفيها أَقَرّ السُّلطان طُغُرْلَبَك علان بن وهْسُودان على ولاية أبيه بأَذْرَبَيْجان.

الصُّلح بين صاحب غَزَنَةَ والسُّلطان جُغْربيك:

وفيها كان عقد الصُّلح بين السُّلطان إبراهيم بْن مسعود بْن محمود بْن سُبُكْتِكِين صاحب غَزْنَة، وبين السُّلطان جغربيك أخو طغرلبك، وكتبت النُّسخ بذلك بعد حروب كثيرة، حتى كلَّ كلُّ واحد من الفريقين، فوقع الاتفاق والأيمان، ففرح الناس٤.


١ البداية والنهاية "١٢/ ٨٢، ٨٣".
٢ المنتظم "٨/ ٢٠٨"، وزبدة التواريخ "٦٣".
٣ المنتظم "٨/ ٢١٠"، والبداية والنهاية "١٢/ ٨٣"، وشذرات الذهب "٣/ ٢٨٧".
٤ الكامل في التاريخ "١٠/ ٥، ٦"، تاريخ الخلفاء "٤١٩، ٤٢٠"، والمختصر في أخبار البشر "٢/ ١٨٠".