للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

انفصال الأمراء عن جيش مسعود:

وبعث سَنْجَر إلى مسعود أن هؤلاء الأمراء، وهم البازدار وابن برسُق، وقُزُل، وبرتقش، ما يتركونك تنال غَرَضًا لأنّهم عليك، وهم الّذين أفسدوا أمر أخيك طُغْرُل، فابعث إليَّ برءوسهم. فأطْلَعهم على الكتاب، فقبّلوا الأرض وقالوا: الآن علمنا أنّك صافٍ لنا، فابعث دُبَيْسًا في المقدّمة. ثمّ اجتمعوا وقالوا: ما وراء هذا خير، والرأي أن نمضي إلى أمير المؤمنين، فإن له في رقابنا عهدًا. وكتبوا إليه: إنا قد انفصلنا عن مسعود، ونحن في بلاد برسُق، ونحن معك، وإلّا فاخطب لبعض أولاد السّلاطين، ونفّذه نكون في خدمته. فأجابهم: كونوا على ما أنتم عليه، فإني سائر إليكم. وتهيأ للخروج، فلما سمع مسعود ساق لكبسهم، فانهزموا نحو العراق، فنهب أموالهم.

وجاءت الأخبار، فهيّأ لهم الخليفة الإقامات والأموال١.

مهاجمة مقدّمة جيش الخليفة:

وخرج عسكر بغداد والخليفة، وانزعج البلد.

وبعث مسعود خمسة آلاف ليكسبوا مقدّمة الخليفة، فبيّتوهم وأخذوا خيلهم وأموالهم، فأقبلوا عُراة، ودخلوا بغداد في حالٍ رديئة. فأطلق لهم ما أصلح أمرهم.

وجاء الأمراء الكبار الأربعة في دجلة فأكرموا وخُلِع عليهم، وأُطلق لهم ثمانون ألف دينار، ووُعدوا بإعادة ما مضى لهم٢.

قطع الخطبة لمسعود:

وقُطعت خطبة مسعود وخُطِب لسَنْجَر، وداود.

استمالة مسعود الأطراف إليه:

ثمّ برز الخليفة، وسار في سبعة آلاف فارس، وكان مسعود بهمذان في ألفٍ وخمسمائة فارس؛ ثم أفسد نيّات الأطراف بالمكاتبة، واستمالهم حتّى صار في نحو


١ المنتظم "١٠/ ٤٣"، الكامل في التاريخ "١١/ ٢٤، ٢٥"، الإنباء في تاريخ الخلفاء "٢٢١".
٢ المنتظم "١٠/ ٤٤"، الكامل في التاريخ "١١/ ٢٥".