للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لصاحب شَيْزَر، فاحتالوا عليه ومكروا به، حتّى صعدوا إليه وقتلوه، وملكوا الحصن، وبقي بأيديهم إلى دولة الملك الظّاهر١.

وفاة الوزير ابن الأنباري:

وفيها توفي الوزير سيد الدّولة ابن الأنباريّ وزير الخليفة وبعده سَنْجَر.

انهزام سَنْجَر أمام الخِطا:

وكان قد قتل ابنًا لخوارزم شاه أتْسِز بن محمد في الوقعة المذكورة، فحنق خوارزم شاه، وبعث إلى الخطا فطمعهم في خراسان، وتزوَّج إليهم، وحثَّهم على قصد مملكة سَنْجَر، فساروا في ثلاثمائة ألف فارس، فسار إليهم سَنْجَر، فالتقوا بما وراء النّهر، فانهزم سَنْجَر بعد أنّ قُتِلَ من جيشه أحد عشر ألفًا، وأُسِرت زوجة السّلطان سَنْجَر، وانهزم هو إلى بلْخ. فأسرع خُوارَزْمشاه إلى مَرْو، فدخلها وقتل جماعة، وقبض على أعيانها.

ولم يزل السّلطان سَنْجَر سعيدًا هذا الوقت. فطلب ابن أخيه السّلطان مسعود، وأمره أنّ يقرب منه وينزل الرَّيّ٢.

رواية ابن الأثير عن إسلام التُرك:

قال ابن الأثير: وقيل: إنّ بلاد تُرْكُسْتان، وهي كاشغر، وبلاساغون، وختن، وطراز، كانت بيد التُّرك الخانيَّة، وهم مسلمون من نسْل فراسياب. وسبب إسلامهم جدّهم الأول أنه رأى في منامه كأن رجلًا ينزل من السماء، فقال له بالتُّركية: أسلِمْ تسلم في الدنيا والآخرة. فأسلم في منامه، وأصبح فأظهر إسلامه.

ولمّا مات قام بعده ولدُه موسى بن سنق؛ ولم يزل المُلْك بتُركستان في أولاده إلى أرسلان خان محمد بن سليمان بن داود بغراجان بن إبراهيم طمغاج بن أيلك أرسلان بن عليّ بن موسى بن سنق. فخرج عليه قدر خان فانتزع المُلْك منه، فظفر السّلطان سَنْجَر بقدر خان، وقتله في سنة أربعٍ وتسعين من إحدى، وله أربعون سنة. وأعاد


١ الكامل في التاريخ "١١/ ٧٩"، المختصر في أخبار البشر "٣/ ١٥"، دول الإسلام "٢/ ٥٤".
٢ ذيل تاريخ دمشق "٢٧٥"، المنتظم "١٠/ ٩٦، ٩٧"، الكامل في التاريخ "١١/ ٨١-٨٦".