للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٠٠- أَحْمَد المعتمد على الله١.

أبو الْعَبَّاس أمير المؤمنين ابنُ المتوكل على الله جَعْفَر بْن المعتصم بالله محمد بْن الرشيد الهاشمي العباسي.

وُلِدَ سنة تسعٍ وعشرين ومائتين بسرَّ من رأى، وأمّه روميّة اسمها فتيان.

قال ابن أبي الدُّنيا: كان أسمر رقيق اللَّون، أعين، خفيفًا، لطيف اللحية، جميلًا. وُلِدَ فِي أول سنة تسعٍ، ومات ليلة الإثنين لإحدى عشرة بقيت من رجب سنة تسعٍ وسبعين فجأة ببغداد. فحمل ودفن بسامرَّاء. وكانت خلافته ثلاثة وعشرين سنة وستّة أيام، والصّواب: وثلاثة أيّام.

قلت: استخلف بعد المهتدي بالله، وقد سار بنفسه لحرب يعقوب بْن اللَّيْث الصّفّار. فالتقاه بقرب دير العاقول، فنصر عليه، وهزم جيش الصّفّار أقبح هزيمة سنة اثنتين وستّين.

وقِيلَ: كان المعتمد مربوعًا نحيفًا. فَلَمَّا استخلف سمن وأسرع إليه الشَّيب.

مات بالقصر الحسيني مع الندُّماء والمطربين. أكل فِي ذلك اليوم رءوس الجداء، ومات في اليوم الثاني فجأة. فَقِيلَ: إنّه سمَّ فِي الرءوس. ومات معه من أكل منها.

قَيِل: بل نام فغُمّ فِي بساط.

وقِيلَ: سموه فِي كأس. فدخل عليه إِسْمَاعِيل القاضي وجماعة شهود، فلم يروا به أثرًا.

وكان منهمكا على اللذات. فاستولى أخوه الموفَّق على الأمور وقوي عليه، وانقهر معه المعتمد.

ثُمَّ مات المعتمد وهو كالمحجور عليه من بعض الوجوه، من جهة المعتضد أيضًا ابنِ الموفَّق.

وكانت عريب جارية المعتمد قد وصلها موال جزيلة من المعتمد، ولها فِيهِ مدائح.

وكان يتعانى المسكر ويعربد على النُّدماء.

واستخلف بعده المعتضد بن الموفَّق.


١ انظر: تاريخ بغداد "٤/ ٦٠"، البداية "١١/ ٦٥".