للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولاية القضاء بمدينة المنصور:

وفي ربيع الأول وَلِيَ القضاء أبو عمر محمد بن يوسف على مدينة المنصور١.

وفيها ظهر بمصر حُمرة عظيمة، حَتَّى كان الرجل ينظر إلى وجه الرجل فيراه أحمر، وكذا الحيطان، فتضرًّع الناس بالدعاء إلى الله، وكانت من العصر إلى الليل٢.

إرسال ابن اللَّيْث للأموال:

وفيها بعث عَمْرو بن اللَّيْث بألف ألف درهم لتنفق على إصلاح درب مكة من العراق٣.

عزْم المُعْتَضِد على لعن معاوية:

قَالَ ابن جرير الطبري٤: وفيها عزم المُعْتَضِد على لعن معاوية على المنابر، فخوَّفه عُبَيْد الله الوزير اضطراب العامة، فلم يلتفت، وتقدَّم إلى العامة بلزوم أشغالهم وترك الاجتماع، ومنع القُصَّاص من القعود في الأماكن، ومنع من اجتماع الخلق في الجوامع، وكتب المُعْتَضِد كتابًا في ذلك، واجتمع الناس يوم الجمعة بناء على أن الخطيب يقرؤه، فما قرأه، وكان من إنشاء الوزير عُبَيْد الله، وفيه: "وقد انتهى إلى أمير المؤمنين ما عليه جماعة من العامة من شُبهة قد دخلتهم في أديانهم، على غير معرفة ولا روية، خالفوا السنن، وقلدوا فيها أئمة الضلالة، ومالوا إلى الأهواء، وقد قَالَ الله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ} [القصص: ٥٠] خروجًا عن الجماعة، ومسارعةً إلى الفتنة، وإظهارًا لموالاة من قطع الله عنه الموالاة، وبتر منه العصمة، وأخرجه من الملة. قَالَ الله تعالى: {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} [الإسراء: ٦٠] وإنما أراد بني أمية الملعونين على لسان نبيه، وهم كانوا أشد عداوة من جميع الكفار، ولم يرفع الكفار رايةً يوم بدرٍ وأُحد والخندق إِلا وأبو سُفْيَان وأشياعه أصحابها وقادتها".


١ تاريخ الطبري "١٠/ ٥١"، المنتظم "٥/ ١٧٠".
٢ تاريخ الطبري "١٠/ ٥٣"، المنتظم "٥/ ١٧٠، ١٧١"، النجم الزاهرة "٣/ ١١٣".
٣ النجوم الزاهرة "٣/ ١١٣".
٤ في تاريخه "١٠/ ٥٤-٦٣".