للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أوّل {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} ١ أَوِ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ٢ فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِمَا حَدَّثَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: "إِنِّي جَاوَرْتُ بِحِرَاءَ شَهْرًا، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي نَزَلْتُ، فَاسْتَبْطَنْتُ الْوَادِي فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا هُوَ عَلَى عَرْشٍ فِي الْهَوَاءِ، يَعْنِي الْمَلَكَ، فَأَخَذَنِي رَجْفَةٌ فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ، فَأَمَرَتْهُمْ فَدَثَّرُونِي، ثم صبّوا عليّ الماء، فأنزل الله {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ} " ٣.

وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ، قَالَ: "بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءَ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَجُئِثْتُ ٤ مِنْهُ رُعْبًا، فَرَجَعْتُ، فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي فدثّروني، ونزلت: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} إلى قوله {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} ٥ وَهِيَ الْأَوْثَانُ"٦. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَهُوَ نَصٌّ فِي أنّ {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} نَزَلَتْ بَعْدَ فَتْرَةِ الْوَحْيِ الْأَوَّلِ، وَهُوَ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} فَكَانَ الْوَحْيُ الْأَوَّلُ لِلنُّبُوَّةِ والثّاني للرسالة.


١ سورة المدثر: ١.
٢ سورة العلق: ٢.
٣ صحيح: أخرجه البخاري "٤٩٢٤" في كتاب التفسير، باب: قوله تعالى {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} ، وأحمد "٣/ ٣٩٢".
٤ جئثت: فزعت.
٥ سورة المدثر: ١-٥.
٦ صحيح: أخرجه البخاري "٤" في كتاب بدء الوحي، باب: رقم "٣"، ومسلم "١٦١/ ٢٥٥" في كتاب الإيمان، باب: بدء الوحي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.