للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعدله، حتى يأمن الضعيف من حَيْفه، وييأس القوسُ من ميله، وآمره أن يشرف على أعوانه وأصحابه، ومن يعتمد عليه من أمنائه وأسبابه، إشرافًا يمنع من التخطّي إلى السيرة المحظورة، وتدفع عن الإسفاف إلى المكاسب المحجورة".

وذكر من هذا الجنس كلامًا طويلًا١.

نقابة العباسيين:

وفيها: قُلَّد أبو محمد عبد الواحد بن الفضل بن عبد الملك الهاشمي نقابة العباسيين، وعزل أبو تمام الزينبي.

المطيع لله يخلع نفسه:

وفيها: ظهر ما كان المطيع لله يستره من مرضه، وتعذُّر الحركة عليه، وثِقَل لسانه بالفالج٢، فدعاه حاجب عزّ الدولة سبكتكين إلى خلع نفسه، وتسليم الأمر إلى ولده الطايع لله، ففعل ذلك، وعقد له الأمر في يوم الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة، فكانت مدّة خلافة المطيع تسعًا وعشرين سنة وأربعة أشهر وأربعة وعشرين يومًا. وأثبت خلْعه على القاضي أبي الحسن بن أمّ شيبان بشهادة أحمد بن حامد بن محمد، وعمر بن محمد، وطلحة بن محمد بن جعفر الشاهد.

وقال أبو منصور بن عبد العزيز العُكْبري: كان المطيع لله بعد أن خُلع يسمَّى الشيخ الفاضل.

قلت: وكان هو وابنه مستضعفين مع بني بُوَيْه، ولم يزل أمر الخلفاء في ضَعْفٍ إلى أن استخلف المقتفي لله، فانصلح أمر الخلافة قليلًا.

وكان دسْت الخلافة لبني عُبيد الرافضة بمصر أمتن، وكلمتهم أنفذ، ومملكتهم تناطح مملكة العبّاسيين في وقتهم، والحمد لله على انقطاع دعوتهم.

ركب الحجاج:

وفيها بل ركب العراق سَمِيراء٣، فرأوا هلال ذي الحجّة، وعرفوا أن لا ماء في الطريق بين فَيْد٤ إلى مكة إلّا ما لا يكفيهم، فعدلوا مساكين إلى بطن نخل يطلبون مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم، فدخلوها يوم الجمعة سادس ذي الحجّة مجهودين، فعرفوا٥ في


١ انظر المنتظم "٧/ ٦٤، ٦٥".
٢ مرض يصيب الجسم بالشلل طولًا.
٣ منزل بطريق مكة.
٤ منزل بطريق مكة.
٥ أي وقفوا وقوف عرفة.