للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قطع الخطبة للطائع لله:

وقطعت خطبة الطائع لله وغيرها من يوم العشرين من جمادى الأولى، إلى أن أعيدت في عاشر رجب، فلم يُخطب في هذه الجمع في البلاد، وذلك لأجل تشغّب وقع بينه وبين عَضُد الدولة.

وكان عضد الدولة قد قَدِمَ العراق فأعجبه مُلُكُها، فعمل عليها، واستمال الجند، فتشغّبوا على عزّ الدولة، فأغلق بابه، وكتب عضد الدولة عن الطائع باستقرار الأمر لعضد الدولة على محمد بن بقية وزير عزّ الدولة، ثم اضطربت الأمور على عَضُد الدولة، ولم يبق بيده غير بغداد، فنفّذ إلى والده ركن الدولة يُعْلِمُهُ أنّه قد خاطر بنفسه وجُنْده، وقد هذّب مملكة العراق واستعاد الطائع إلى داره، وأن عزّ الدولة عاصٍ لا يقيم دولة، فلمّا بلغه غَضِب، وقال للرسول: قل له: خرجت في نُصْرة ابن أخي أو في الطمع في مملكته؟ فأفرج عضد الدولة عن عزّ الدولة بختيار، ثم خرج إلى فارس١.

انعدام الأقوات:

وفيها: عُدِمَت الأقوات حتى أُبيع كرّ الدّقيق بمائة وسبعين دينار، والتمر ثلاثة أرطال بدرهم، ولم يخرج وفد من بغداد بل خرجت طائفة من الخراسانية مخاطرة فلحقتهم شدة.

عزل ابن أم شيبان:

وفي سلح ذي القعدة عُزل قاضي القضاة أبو الحسن محمد بن أمّ شيبان، ووُلّي أبو محمد بن معروف.

وفي هذه السنين وبعدها كان الرفض يغلي ويفور بمصر والشام، والمغرب، والمشرق، لا سيما العُبَيْدية الباطنية، قاتلهم الله.

قال مشرف بن مرجا القُدسي: أخبرنا الشيخ أبو بكر محمد بن الحسن قال: حدّثني الشيخ الصالح أبو القاسم الواسطي قال: كنت مجاورًا ببيت المقدس، فأمروا في أول رمضان بقطع التراويح، صحت أنا وعبد الله الخادم: وا إسلاماه وا محمداه، فأخذني الأعوان وحُبِست، ثم جاء الكتاب من مصر بقطع لساني فقُطِع، فبعد أسبوع رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَفَلَ في فمي، فانتبهت بَبرْد ريق رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ زال عنّي الألم، فتوضّأت وصلّيت وعمدت إلى المأذنة فأذّنت "الصلاة خير من النوم"، فأخذوني


١ انظر المنتظم "٧/ ٧٥، ٧٦"، والعبر "٢/ ٣٣٢"، ودول الإسلام "٢/ ٢٢٥".