للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سماعة، وبالبصرة من: محمد بن حِبّان بن الأزهر، وجعفر بن محمد بن الليث، وأبي خليفة الْجُمَحي، وبالأنبار: من بهلول بن إسحاق التَّنُوخي، وسعيد بن عجب، وبالأهواز من عَبْدان، وبالمَوْصِل من أبي يَعْلَى، وأشباههم.

وصنَّف "الصحيح"، و"المعجم"، وغير ذلك.

روى عنه: الحاكم، وأبو بكر البرقاني، وحمزة بن يوسف السَّهْمي، وأبو حازم عمر بن أحمد العَبْدَوِي، والحسين بن محمد الباساني، وأبو الطّيّب محمد بن علي الطّبري، وأبو بكر محمد بن إدريس الْجَرْجَرائي الحافظ، وعبد الواحد بن محمد بن منير العَدْل، وأبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي سبْط الشيخ، وطائفة سواهم.

وقال حمزة: سمعت الدَارقُطْنيّ يقول: كنت قد عزمت غير مرة أن أرحل إلى أبي بكر الإسماعيلي، فلم أرزق.

قال حمزة: سمعت أبا محمد بن الحسن بن علي الحافظ بالبصرة يقول: كان الواجب للشيخ أبي بكر الإسماعيلي أن يصنِّف لنفسه مصنَّفًا، ويختار على حسب اجتهاده، فإنّه كان يقدر عليه لكثرة ما كان كَتَبَ، ولِغَزَارة علمه وفَهْمه وجلالته، وما كان ينبغي أن يتبع كتاب محمد بن إسماعيل، فإنّه كان أجَلّ من أن يتبع غيره، وكما قال أبو عبد الله الحاكم: كان أبو بكر واحد عصره، وشيخ المحدّثين والفقهاء، وأجلَّهم في الرئاسة والمروءة والسخاء، ولا خلاف بين عقلاء الفريقين من أهل العلم فيه.

قال حمزة: وسألني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات بمصر عن أبي بكر الإسماعيلي وسيرته وما صنَّف، فكنت أخبره ما صنَّف من الكتب وجمع من المسانيد والمُقِلَّين، وتخريجه على كتاب البُخاري، وجميع سيرته، فتعجَّب من ذلك وقال: لقد كان رزق من العلم والجاه، وكان له صيت حسن.

قال حمزة: وسمعت جماعة منهم ابن المظّفر الحافظ يحكون جَوْدَةَ قراءة أبي بكر، وقالوا: كان مقدَّمًا في جميع المجالس، كان إذا حضر مجلسًا لا يقرأ غيره.

قال حمزة: توفِّي في غُرَّة رجب سنة إحدى وسبعين، وله أربعُ وتسعون سنة.

قلت: ورأيت له مجلَّدًا من مُسْنَدِ كبير إلى الغاية من حساب مائة مجلّد أو أكثر، فإنَّ هذا المجلّد فيه بعض "مُسْنَد عمر" يدلّ على إمامته، وله "مُعْجَم شيوخه" مجلّد