للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فبرز رستم عَلَى حُكم الاستسلام والاضطّرار، فقبض عليه وعلى رؤوس الباطنيّة مِن قُواده، وخرج الدَّيالمة معترفين بذنوبهم، شاهدين بالكُفر والرَّفْض عَلَى نفوسهم، فرُجع إلى الفقهاء في تعرُّف أحوالهم، فأفْتوا بأنّهم خارجون عَنْ الطّاعة، داخلون في أهل الفساد، يجب عليهم القتل والقطع والنفي على مراتب جنايتهم إن لم يكونوا مِن أهل الإلحاد. فكيف واعتقادهم لا يخلوا مِن التَّشَيُّع والرَّفْض والباطن. وذكر هَؤلَاءِ الفقهاء أن أكثر هؤلاء القوم يُصلّون ولا يُزّكون، ولا يعترفون بشرائط الدّين، ويجاهرون بالقذف وشتم الصحابة. والأمثل منهم معتقدٌ مذهب الاعتزال، والباطنيّة منهم لا يؤمنون بالله واليوم الآخر.

وحكموا - يعني الفقهاء - بأنّ رستم بن عليّ في حباله خمسون امرَأَة مِن الحرائر، وَلَدْنَ لَهُ ثلاثةً وثلاثين نفْسًا. وحوّل رَأَيْته إلى خُرسان، فانضم إليه أعيان المعتزلة والرّافضة. ثمّ نظر فيما احتجبه رستم، فعثر مِن الجواهر عَلَى ما قيمته خمسمائة ألف دينار.

ثمّ ذكر أشياء مِن الذَّهب والسُّتُور والفَرْش، إلى أن قَالَ: فَخَلَت هذه البُقْعة مِن دُعاة الباطنّية وأعيان الرّوافض، وانتصرت السُنة، فطالع العبدُ بحقيقة ما يسّره الله تعالى لنصر الدولة القاهرة.

"انفضاض كوكب":

وفي رجب انقضّ كوكبٌ عظيم أضاءت لَهُ الأرض، وكان لَهُ دَويٌ كدويّ الرّعد.

"اضطراب الأمر في بغداد":

وفي شَعبان اضّطرب أمرُ بغداد وكثُرت العَمْلات. وكبس العيّارون المَحَالّ.

"غَوْر الماء في الفرات":

وأيضًا غارَ الماء في الفُرات غَوْرًا شديدًا، وبلغ أجرة طحن الكارة الدّقيق دينارا.

"قراءة كتاب القادر بالله بتفضيل السُنة":

وفيه جُمع العلماء والقُضاة في دار الخلافة، وقُرِئ عليهم كتابٌ طويل عمله القادر بالله يتضمَّن الوعظ وتفضيل مذهب السُنة، والطّعن على المعتزلة. وفيه أخبار كثيرة في ذَلِكَ.