للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[محمد بن ربيعة؛ يكنى: أبا عبد الله.]

كان: من ساكني بلنسية وهو من أهل جزيرة شقرٍ من عملها، كان مفتي أهل بلنسية في زمانه، مقدما في الشورى حافظا للفقه. وتوفي يوم السبت لخمس بقين من ربيع الآخر سنة سبع وثمانين وأربع ومائة. كتب لي وفاته شيخنا أبو الحسن عبد الجليل المقرئ بخطه.

محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله الأزدي الحميدي: من أهل جزيرة ميورقة، وأصله بن قرطبة من ربض الرصافة منها؛ يكنى: أبا عبد الله.

روى عن أبي محمد علي بن أحمد بن حزم الظاهري واختص به وأكثر عنه وشهر بصحبته، وعن أبي العباس العذري، وأبي عمر بن عبد البر وغيرهم. ورحل إلى المشرق سنة ثمان وأربعين وأربع مائة. فحج ولقي بمكة كريمة المروزية وغيرها. وسمع بإفريقية ومصر كثيرا، وسمع بالشام والعراق، واستوطن بغداد.

من شيوخه أبو بكر الخطيب، وأبي نصر بن ماكولا، والقاضي أبي بكر بن إسحاق، وأبي عبد الله القضاعي، وأبي إسحاق الحبال وابن بقا الوراق وجماعة يكثر تعدادهم. أخبرنا عنه من شيوخنا أبو علي الصدفي، وأبو الحسن بن سرحان، ووصفه أبو علي بالنباهة والمعرفة والإتقان، والتدين والورع. قال أبو علي: سمعت أبا بكر بن الخاضبة يقول: ما سمعت الحميدي ذكر الدنيا قط. وذكره الأمير أبو نصر بن ماكولا فقال: أخبرنا صديقنا أبو عبد الله الحميدي وهو من أهل العلم، والفضل، والتيقظ. وقال: لم أر مثله في عفته ونزاهته، وورعه وتشاغله بالعلم.

<<  <   >  >>