للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الإسلام]

[الإسلام لغة:]

الإسلام مصدر أسلم وهو مأخوذ من مادّة (س ل م) التي تدلّ في الغالب على الصّحّة والعافية.

فالسّلامة أن يسلم الإنسان من العاهة والأذى. والله جلّ ثناؤه هو السّلام لسلامته ممّا يلحق المخلوقين من العيب والنّقص والفساد، ومن الباب الإسلام وهو الانقياد لأنّه يسلم من الإباء والامتناع ومن الباب أيضا السّلم وهو الصّلح «١» . الإسلام والاستسلام: الانقياد. يقال: فلان مسلم، وفيه قولان: أحدهما: هو المستسلم لأمر الله والثّاني هو المخلص لله العبادة، من قولهم سلّم الشّيء لفلان أي خلّصه، وسلم الشّيء له، أي خلص له «٢» .

قال الرّاغب: «والإسلام الدّخول في السّلم، وهو أن يسلم كلّ واحد منهما أن يناله من ألم صاحبه.

ومصدر أسلمت الشّيء إلى فلان إذا أخرجته إليه ومنه السّلم في البيع، والإسلام في الشّرع على ضربين:

أحدهما دون الإيمان وهو الاعتراف باللّسان، وبه يحقن الدّم حصل معه الاعتقاد أو لم يحصل، وإيّاه

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٥٠/ ٨١/ ١٠

قصد بقوله: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا (الحجرات/ ١٤) ، والثّاني:

فوق الإيمان، وهو أن يكون مع الاعتراف اعتقاد بالقلب، ووفاء بالفعل واستسلام لله في جميع ما قضى وقدّر، كما ذكر عن إبراهيم عليه السّلام- في قوله إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (البقرة/ ١٣١) ، وقوله تعالى إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ (آل عمران/ ١٩) ، وقوله تَوَفَّنِي مُسْلِماً (يوسف/ ١٠١) أي اجعلني ممّن استسلم لرضاك، ويجوز أن يكون معناه: اجعلني سالما عن أسر الشّيطان ... وقوله: يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا (المائدة/ ٤٦) أي الّذين انقادوا من الأنبياء الّذين ليسوا من أولى العزم لأولي العزم» «٣» .

وقوله عزّ وجلّ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً (البقرة/ ٢٠٨) ، قال: عني به الإسلام وشرائعه كلّها.

والسّلم: الإسلام، قال الأحوص:

فذادوا عدوّ السّلم عن عقر «٤» دارهم ... وأرسوا عمود الدّين بعد التّمايل


(١) مقاييس اللغة (٣/ ٩٠) .
(٢) اللسان- سلم (٢٠٨٠) .
(٣) المفردات (٢٤٠) .
(٤) العقر: أصل كل شيء ومعظمه.