للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٨-* (عن مجاهد- رحمه الله- قال:

دخلت أنا ويحيى بن جعدة على رجل من الأنصار من أصحاب الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال: ذكر عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مولاة لبني عبد المطّلب فقال: إنّها قامت اللّيل وتصوم النّهار. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لكنّي أنا أنام وأصلّي وأصوم وأفطر. فمن اقتدى بي فهو منّي ومن رغب عن سنّتي فليس منّي. إنّ لكلّ عمل شرّة ثمّ فترة، فمن كانت فترته إلى بدعة فقد ضلّ ومن كانت فترته إلى سنّتي فقد اهتدى» ) * «١» .

٩-* (عن حذيفة- رضي الله عنه- قال:

سأل رجل على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأمسك القوم، ثمّ إنّ رجلا أعطاه فأعطى القوم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«من سنّ خيرا فاستنّ به كان له أجره ومثل أجور من تبعه غير منتقص من أجورهم شيئا، ومن سنّ شرّا فاستنّ به كان عليه وزره ومثل أوزار من تبعه غير منتقص من أوزارهم شيئا» ) * «٢» .

١٠-* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه- قال: قدمت على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالبطحاء وهو منيخ «٣» ، فقال: «أحججت؟» . قلت: نعم. قال:

«بم أهللت «٤» ؟» . قلت: لبّيك بإهلال كإهلال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. قال: «أحسنت. طف بالبيت وبالصّفا والمروة ثمّ أحلّ «٥» » . فطفت بالبيت وبالصّفا والمروة، ثمّ أتيت امرأة من قيس فقلّت رأسي، ثمّ أهللت بالحجّ، فكنت أفتي به حتّى كان في خلافة عمر، فقال: إن أخذنا بكتاب الله، فإنّه يأمرنا بالتّمام وإن أخذنا بقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فإنّه لم يحلّ

حتّى يبلغ الهدي محلّه) * «٦» .

١١-* (عن مجاهد- رحمه الله- قال: قلت لابن عبّاس: أنسجد في (ص) «٧» ؟ فقرأ: وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ حتّى أتى فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ «٨» فقال ابن عبّاس رضي الله عنهما: «نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم ممّن أمر أن يقتدي بهم» ) * «٩» .

١٢-* (عن البراء- رضي الله عنه- قال:

كنت مع عليّ حين أمّره النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على اليمن فأصبت معه أواقي فلمّا قدم عليّ على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال عليّ:

وجدت فاطمة قد نضحت البيت بنضوح «١٠» قال:

فتخطّيته فقالت لي: مالك، فإنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد أمر أصحابه فأحلّوا. قال: قلت: إنّي أهللت بإهلال


(١) الهيثمي في المجمع (٣/ ١٩٣) واللفظ له وقال: رواه أحمد (٥/ ٤٠٩) ورجاله رجال الصحيح.
(٢) ذكره المنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٩١) واللفظ له وقال: رواه أحمد والحاكم وقال: صحيح الإسناد، ورواه ابن ماجة من حديث أبي هريرة. والهيثمي في المجمع (١/ ١٦٧) وقال: رجاله رجال الصحيح. والترمذي (٢٦٧٧) من حديث بلال بن الحارث نحوه وقال حسن.
(٣) منيخ: اسم فاعل من أناخ أي أبرك جمله أو ناقته.
(٤) أهل المعتمر والحاج: رفع صوته بالتلبية.
(٥) أحلّ المحرم لغة في حلّ.
(٦) البخاري- الفتح ٣ (١٧٩٥) واللفظ له، ومسلم (١٢٢١) .
(٧) أنسجد في «ص» : أي عند قوله تعالى في سورة «ص» وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ.
(٨) الآيات ٨٤- ٩٠ من سورة الأنعام.
(٩) البخاري- الفتح ٦ (٣٤٢١) .
(١٠) نضح البيت: رشه، والنضوح ما يرش به. والنّضوح- أيضا-: ضرب من الطيب تفوح رائحته. قال ابن الأثير في هذا الحديث: ونضحته بنضوح: أي طيّبته. (النهاية ٥/ ٧٠) .