للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بينه وبين التّوبة. انطلق إلى أرض كذا وكذا؛ فإنّ بها أناسا يعبدون الله، فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنّها أرض سوء، فانطلق حتّى إذا نصف الطّريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرّحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرّحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله، وقالت ملائكة العذاب: إنّه لم يعمل خيرا قطّ. فأتاهم ملك في صورة آدميّ فجعلوه بينهم فقال: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيّتهما كان أدنى فهو له. فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض الّتي أراد. فقبضته ملائكة الرّحمة» ) * «١» .

٩-* (عن أبي البختريّ- رحمه الله- عن رجل من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لن يهلك النّاس حتّى يعذروا «٢» من أنفسهم» ) * «٣» .

١٠-* (عن عبد الله بن معقل بن مقرّن قال: دخلت مع أبي على عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «النّدم توبة» فقال له أبي: أنت سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: النّدم توبة؟» قال: نعم) * «٤» .

١١-* (قال عائذ بن عمرو: إنّ أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر. فقالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدوّ الله مأخذها. قال: فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيّدهم؟ فأتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأخبره، فقال: «يا أبا بكر لعلّك أغضبتهم. لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربّك» . فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه؟

أغضبتكم؟ قالوا: لا. يغفر الله لك يا أخيّ» ) * «٥» .

١٢-* (عن كعب بن مالك- رضي الله عنه- وهو أحد الثّلاثة الّذين تيب عليهم «أنّه لم يتخلّف عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فى غزوة غزاها قطّ غير غزوتين ... الحديث وفيه: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يا أمّ سلمة تيب على كعب» قالت: أفلا أرسل إليه فأبشّره؟ قال: «إذا يحطمكم «٦» النّاس، فيمنعونكم النّوم سائر اللّيلة» . حتّى إذا صلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلاة الفجر، آذن بتوبة الله علينا، وكان إذا استبشر استنار وجهه حتّى كأنّه قطعة من القمر وكنّا أيّها الثّلاثة الّذين خلّفوا عن الأمر الّذي قبل من هؤلاء الّذين اعتذروا حين أنزل الله لنا التّوبة) *» .

١٣-* (عن أنس- رضي الله عنه- قال:

غاب عمّي أنس بن النّضر عن قتال بدر، فقال: يا رسول الله، غبت عن أوّل قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرينّ الله ما أصنع. فلمّا


(١) البخاري- الفتح ٦ (٣٤٧٠) . ومسلم (٢٧٦٦) واللفظ له.
(٢) يعذروا: يعني أنهم لا يهلكون حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم فيعذروا من أنفسهم ويستوجبوا العقوبة.
(٣) أبو داود (٤٣٤٧) . وأحمد (٤/ ٢٦٠) واللفظ له. وذكره في جامع الأصول (١٠/ ٥٥) وقال مخرجه: إسناده حسن.
(٤) ابن ماجة (٤٢٥٢) واللفظ له. وأحمد (١/ ٣٧٦) وقال شاكر (٥/ ١٩٥) : إسناده صحيح- حديث (٣٥٦٨) . والحاكم (٤/ ٢٧٢) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
(٥) مسلم (٢٥٠٤) وأخي بضم الهمز على التصغير، وهو تصغير تحبيب وترقيق وملاطفة. وفي بعض النسخ بفتحها.
(٦) يحطمكم: أي يزدحمون عليكم.
(٧) البخاري- الفتح ٨ (٤٦٧٧) واللفظ له. ومسلم (٢٧٦٩) . وقد ذكر الحديث بتمامه في مواضع أخرى.