للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[إفشاء السلام]

[الإفشاء لغة:]

مصدر قولهم: أفشى بمعنى أذاع ونشر، قال في الصّحاح: فشا الخبر يفشو فشوّا، أي ذاع، وأفشاه غيره، وتفشّى الشّيء أي اتّسع، وقال ابن منظور:

يقال «فشا الشّيء يفشو فشوّا إذا ظهر، وهو عامّ في كلّ شيء ومنه إفشاء السّرّ (في معنى إظهاره) . وفي حديث الخاتم: فلمّا رآه أصحابه قد تختّم به فشت خواتيم الذّهب أي كثرت وانتشرت، وفي الحديث:

أفشى الله ضيعته أي كثّر عليه معاشه ليشغله عن الآخرة «١» .

[السلام لغة:]

السّلام في أصل اللّغة السّلامة، يقال: سلم يسلم سلاما وسلامة ومنه قيل للجنّة «دار السّلام» لأنّها دار السّلامة من الآفات، والسّلام (أيضا) الاسم من التّسليم، قال محمّد بن يزيد (المبرّد) السّلام في لغة العرب أربعة أشياء، فمنها: سلّمت سلاما (اسم مصدر) ، ومنها السّلام جمع سلامة، ومنها السّلام اسم من أسماء الله تعالى، ومنها السّلام شجر «٢» ، ومعنى السّلام الّذي هو اسم مصدر من «٣» سلّمت أنّه دعاء للإنسان بأن يسلم من الآفات في دينه ونفسه،

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٢٨/ ٦٥/ ٢٥

وتأويله التّخليص. قال: وتأويل السّلام «اسم الله» أنّه ذو السّلام الّذي يملك السّلام أي يخلّص من المكروه، وقيل: لسلامته من النّقص والعيب والفناء، وقيل: إنّه سلم ممّا يلحق الغير من آفات الغير والفناء، وقال الرّاغب: السّلامة التّعرّي من الآفات الظّاهرة والباطنة قال تعالى: بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (الصافات/ ٨٤) أي متعرّ من الدّغل فهذا في الباطن، وقال تعالى:

مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها (البقرة/ ٧١) فهذا في الظّاهر، وقد سلم يسلم سلامة وسلاما وسلّمه الله. والسّلامة الحقيقيّة ليست إلّا في الجنّة، إذ فيها بقاء بلا فناء، وغنى بلا فقر، وعزّ بلا ذلّ، وصحّة بلا سقم، وجاء في الصّحاح: السّلام: السّلامة، والسّلام: الاستسلام والسّلام الاسم من التّسليم، والسّلام: البراءة من العيوب، وقيل العافية، ومنه قوله تعالى: وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً (الفرقان/ ٦٣) معناه تسلّما وبراءة لا خير بيننا وبينكم ولا شرّ. وقال نحوه ابن عرفة. وقيل: قالوا سلاما، أي سدادا من القول وقصدا لا لغو فيه. وقيل: أي سلّموا سلاما.

وقوله تعالى: سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (القدر/ ٥) أي لا داء فيها، ولا يستطيع الشّيطان أن يصنع


(١) الصحاح ٦/ ٢٤٥٥، لسان العرب (فشا) ص ٣٤١٨.
(٢) والسّلام هنا لغة في السّلم وهو الشجر المعروف.
(٣) في اللسان أن السّلام مصدر سلّمت بتشديد اللام والصواب أنه اسم مصدر؛ لأن قياس مصدر فعّل هو التفعيل وليس فعالا كما توهم عبارة ابن منظور وقد صرح بذلك الجوهري عندما قال: والسّلام الاسم من التسليم.