للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحبّ أن يراك الغرماء. قال: «اذهب فبيدر كلّ تمر على ناحية. ففعلت ثمّ دعوته فلمّا نظروا إليه أغروا بي تلك السّاعة. فلمّا رأى ما يصنعون طاف حول أعظمها بيدرا «١» ثلاث مرّات. ثمّ جلس عليه ثمّ قال:

«ادع أصحابك» فما زال يكيل لهم حتّى أدّى الله أمانة والدي. وأنا والله راض أن يؤدّي الله أمانة والدي، ولا أرجع إلى أخواتي تمرة. فسلم- والله- البيادر كلّها حتّى إنّي أنظر إلى البيدر الّذي عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كأنّه لم ينقص تمرة واحدة» ) * «٢» .

٩-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- أنّه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الله يبغض الفحش والتّفحّش. والّذي نفس محمّد بيده لا تقوم السّاعة حتّى يخوّن الأمين، ويؤتمن الخائن.

حتّى يظهر الفحش والتّفحّش. وقطيعة الأرحام.

وسوء الجوار. والّذي نفس محمّد بيده إنّ مثل المؤمن لكمثل القطعة من الذّهب، نفخ عليها صاحبها فلم تغيّر ولم تنقص. والّذي نفس محمّد بيده إنّ مثل المؤمن لكمثل النّحلة أكلت طيّبا. ووضعت طيّبا. ووقعت فلم تكسر ولم تفسد» . قال وقال: «ألا إنّ لي حوضا ما بين ناحيتيه كما بين أيلة إلى مكّة» ، أو قال: «صنعاء إلى المدينة، وإنّ فيه من الأباريق مثل الكواكب، هو أشدّ بياضا من اللّبن وأحلى من العسل. من شرب منه لا يظمأ بعدها أبدا» ) * «٣» .

١٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ لي على قريش حقّا، وإنّ لقريش عليكم حقّا، ما حكموا فعدلوا، وأتمنوا فأدّوا، واسترحموا فرحموا» ) * «٤» .

١١-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ من أعظم الأمانة «٥» عند الله يوم القيامة: الرّجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثمّ ينشر سرّها» . وفي رواية: «من أشرّ النّاس» ) * «٦» .

١٢-* (عن أمّ سلمة- رضي الله تعالى عنها- في حديث هجرة الحبشة، ومن كلام جعفر في مخاطبة


(٢٧٨١) من الجذ وهو القطع لكن رواه العيني في عمدة القاري كتاب الوصايا مجلد ٧ ج ١٤ ص ٧٧ حضر «جداد» بدالين مهملتين وبفتح الجيم وكسرها قال: وهو صرام النخل وهو قطع ثمرتها، وفي لسان العرب أن الجداد- بفتح الجيم. وكسرها: أوان الصرام، ولعله المناسب هنا.
(١) فبيدر: بيدر الحنطة ونحوها كوّمها، والبيدر: الجرن من القمح ونحوه.
(٢) قال أبو عبد الله: أغروا بي: يعني هيجوا بي وفي عمدة القاري: أي لجّوا في مطالبتي وألحوا فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ. البخاري- الفتح ٥ (٢٧٨١) .
(٣) مسند أحمد (٢/ ١٦٢، ١٩٩، ٢٣٨) وقال الشيخ أحمد شاكر (١١/ ٩٠) : إسناده صحيح. وروى ابن ماجة ٢ (٤٠٣٦) نحوه عن أبي هريرة.
(٤) مسند أحمد (٢/ ٢٧٠) ، وقال الشيخ أحمد شاكر (١٤/ ٧٢) : إسناده صحيح وهو في مجمع الزوائد: ٥/ ١٩٢٠، وقال: رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح.
(٥) إن من أعظم الأمانة: على حذف المضاف، أي أعظم خيانة الأمانة.
(٦) مسلم (١٤٣٧) .