للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الإنذار]

/ الآيات/ الأحاديث/ الآثار/

/ ٩٦/ ١٩/ ٢٠/

[الإنذار لغة:]

مصدر قولهم أنذر ينذر، وهو مأخوذ من مادّة (ن ذ ر) الّتي تدلّ- كما يقول ابن فارس- على التّخويف أو التّخوّف، قال: ومنه الإنذار أي الإبلاغ، ولا يكاد يكون إلّا في التّخويف، وتناذر القوم خوّف بعضهم بعضا، ومنه أيضا النّذر «١» ، ووجه تسميته بذلك أنّ صاحبه يخاف إذا أخلف «٢» .

وقال الرّاغب: الإنذار إخبار فيه تخويف كما أنّ التّبشير إخبار فيه سرور، ومن ذلك قوله تعالى فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (الليل/ ١٤) والنّذير: المنذر ويقع على كلّ شيء فيه إنذار إنسانا كان أو غيره قال تعالى: إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (الذّاريات/ ٥٠) «٣» .

وقال ابن الأثير: أصل الإنذار الإعلام، يقال:

أنذرته أنذره إنذارا إذا أعلمته، فأنا منذر ونذير أي معلم ومخوّف ومحذّر، ويقال نذرت به إذا علمته ومنه الحديث: كلّما عرف أن قد نذروا به هرب.. أي علموا وأحسّوا مكانه، أمّا قوله «أنذر القوم» فمعناه: احذر منهم واستعدّ لهم وكن منهم على علم وحذر «٤» .

وقال الفيروز اباديّ: النّذيرة من الجيش:

طليعتهم الّذي ينذرهم أمر عدوّهم، ونذر بالشّيء كفرح، علمه فحذره، وأنذره بالأمر إنذارا ونذرا، ويضمّ (نذرا) ، وبضمّتين (نذرا) ، ونذيرا: أعلمه وحذّره وخوّفه في إبلاغه، والاسم من ذلك: النّذرى بالضّمّ والنّذر (بضمّتين) ، ومنه قوله تعالى: فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (القمر/ ١٦) أي إنذاري، والنّذير:

الإنذار، كالنّذارة، (بالكسر) وهذه عن الإمام الشّافعيّ «٥» - رحمه الله- والمنذر (وجمعه نذر) : صوت القوس، والرّسول، والشّيب، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «٦» ونذير القوم طليعتهم الّذي ينذرهم العدوّ، وتناذروه (أي الأمر) خوّف منه بعضهم بعضا، ومنه قول النّابغة:

تناذرها الرّاقون من سوء سمّها «٧» .

ومنه أيضا: قول الخنساء:

يا صخر ورّاد ماء قد تناذره ... أهل الموارد ما في ورده عار


(١) النّذر (بفتح فسكون) أن توجب على نفسك ما ليس بواجب (بصائر ذوي التمييز ٥/ ٢٤) .
(٢) مقاييس اللغة لابن فارس (٥/ ٥١٤) بتصرف يسير.
(٣) المفردات للراغب (٧٤٢) تحقيق محمد أحمد خلف.
(٤) النهاية لابن الأثير (٥/ ٣٩) .
(٥) أي أنّها وردت بهذا المعنى في كلام الشافعي- رحمه الله.
(٦) القاموس المحيط (نذر) (٦١٩) ط: بيروت.
(٧) بصائر ذوي التمييز (٥/ ٣٤) .