للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السّمع، والطّاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة. فإنّه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلّا أن يرجع، ومن ادّعى دعوى الجاهليّة؛ فإنّه من جثى «١» جهنّم» فقال رجل: يا رسول الله وإن صلّى وصام؟ قال: «وإن صلّى وصام، فادعوا بدعوى الله الّذي سمّاكم المسلمين المؤمنين عباد الله» ) * «٢» .

٢٦-* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه- قال:

إنّ ناسا من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قالوا للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:

يا رسول الله ذهب أهل الدّثور «٣» بالأجور، يصلّون كما نصلّي، ويصومون كما نصوم، ويتصدّقون بفضول أموالهم، قال: «أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدّقون؟ إنّ بكلّ تسبيحة صدقة، وكلّ تكبيرة صدقة، وكلّ تحميدة صدقة، وكلّ تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة» ، قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: «أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر» ) * «٤» .

٢٧-* (عن حذيفة- رضي الله عنه- أنّه قال: قال عمر- رضي الله عنه-: «أيّكم يحفظ حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، عن الفتنة؟ قال: قلت: أنا أحفظه كما قال: قال: إنّك عليه لجريء، فكيف قال؟ قلت: فتنة الرّجل في أهله وولده وجاره تكفّرها الصّلاة والصّدقة والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، قال: ليس هذه أريد، ولكنّي أريد الّتي تموج كموج البحر. قال:

قلت: ليس عليك بها يا أمير المؤمنين بأس، بينك وبينها باب مغلق. قال: فيكسر الباب أو يفتح؟ قال:

قلت: لا بل يكسر. قال: فإنّه إذا كسر لم يغلق أبدا.

قال: قلت: أجل. قال: فهبنا نسأله من الباب) * «٥» .

٢٨-* (عن حارثة بن وهب الخزاعيّ رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«تصدّقوا فيوشك الرّجل يمشي بصدقته فيقول الّذي أعطيها لو جئتنا بها بالأمس قبلتها. فأمّا الآن، فلا حاجة لي بها، فلا يجد من يقبلها» ) * «٦» .

٢٩-* (عن أبي ذرّ الغفاريّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «تبسّمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرّجل في أرض الضّلال لك صدقة، وبصرك للرّجل الرّديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشّوكة والعظم عن الطّريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة» ) * «٧» .

٣٠-* (عن أبي كبشة- رضي الله عنه-


(١) الجثى: جمع جثوة وهو الشيء المجموع.
(٢) الترمذي (٢٨٦٣) وقال: حديث حسن صحيح غريب. ابن خزيمة (٣/ ١٩٥) . وابن منده في الإيمان (١/ ٣٧٦، ٣٧٧) حديث (٢١٢) . وفيه (ربقة) بفتح الراء، وقد ورد فيها الكسر والفتح، والكسر أشهر وأوضح.
(٣) الدثور: جمع دثر وهو المال الكثير.
(٤) مسلم (١٠٠٦) ، قوله (أجر) يجوز رفعه اسما لكان وخبره الجار والمجرور، ويجوز نصبه خبرا لكان والاسم ضمير مستتر أي كان وضعه أجرا له.
(٥) البخاري- الفتح ٣ (١٤٣٥) واللفظ له. ومسلم (١٤٤) .
(٦) البخاري- الفتح ٣ (١٤١١) . ومسلم (١٠١١) واللفظ له.
(٧) الترمذي (١٩٥٦) وقال: حسن غريب. والبخاري في الأدب المفرد (٣٠٧) حديث (٨٩١) وذكره الألباني في الصحيحة (٢/ ١٢٢) حديث (٥٧٢) ، وعزاه كذلك لابن حبان (٨٦٤)