للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: إنّ عمرو بن أقيش كان له ربا في الجاهليّة فكره أن يسلم حتّى يأخذه فجاء يوم أحد، فقال: أين بنو عمّي؟ قالوا: بأحد، قال: أين فلان؟ قالوا: بأحد، قال: فأين فلان؟ قالوا: بأحد، فلبس لأمته «١» وركب فرسه، ثمّ توجّه قبلهم، فلمّا رآه المسلمون قالوا: إليك عنّا يا عمرو، قال: إنّي قد آمنت، فقاتل حتّى جرح فحمل إلى أهله جريحا، فجاءه سعد بن معاذ، فقال لأخته: سليه حميّة لقومك أو غضبا لهم أم غضبا لنا.

فقال: بل غضب لله ورسوله، فمات فدخل الجنّة وما صنع لله صلاة» ) * «٢» .

٨-* (قال أبو هريرة- رضي الله عنه-:

«الإيمان نزه فمن زنا فارقه الإيمان، فمن راجع نفسه راجعه الإيمان» ) * «٣» .

٩-* (عن أبيّ بن كعب- رضي الله عنه- أنّه قال لابن الدّيلميّ لمّا أتاه يسأله أنّه وقع في نفسي شيء من القدر فحدّثني بشيء لعلّ الله أن يذهبه من قلبي فقال: لو أنّ الله عذّب أهل سماواته وأهل أرضه عذّبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم. ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتّى تؤمن بالقدر وتعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك وأنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو متّ على غير هذا لدخلت النّار» ) * «٤» .

١٠-* (قال عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما-: «مثل المؤمن مثل النّحلة تأكل طيّبا وتضع طيّبا» ) * «٥» .

١١-* (قال كعب بن مالك- رضي الله عنه-:

«من أقام الصّلاة، وآتى الزّكاة وأطاع محمّدا، فقد توسّط الإيمان، ومن أحبّ لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان» ) * «٦» .

١٢-* (قال عمير بن حبيب بن خماشة:

«الإيمان يزيد وينقص. فقيل: فما زيادته وما نقصانه؟

قال: إذا ذكرنا ربّنا وخشيناه فذلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا وضيّعنا فذلك نقصانه» ) * «٧» .

١٣-* (عن الحسن البصريّ- رحمه الله تعالى-:

«أنّه حلف بالله الّذي لا إله إلّا هو ما مضى مؤمن قطّ ولا بقي إلّا وهو من النّفاق مشفق، ولا مضى منافق قطّ ولا بقي إلّا وهو من النّفاق آمن» ) * «٨» .

١٤-* (قال عمرو بن عبيد بن عمر:

«الإيمان هيوب «٩» » ) * «١٠» .

١٥-* (قال زيد بن أسلم: «لا بدّ لأهل


(١) لبس لأمته: أي لبس درعه وقيل السلاح ولأمة الحرب أداته. وانظر «النهاية» لابن الأثير (٤/ ٢٢٠) .
(٢) أبو داود (٢٥٣٧) . وقال الحافظ في الإصابة: ذكر ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وهذا إسناده حسن (٢/ ٥٢٦) . وانظر «جامع الأصول» ٤/ ٥٤٩) .
(٣) الإيمان لابن أبي الدنيا (٧) .
(٤) أبو داود (٤٦٩٩) . ابن ماجة (٧٧) .
(٥) الإيمان لابن أبي الدنيا (٣٠) .
(٦) المرجع السابق (٤٣) .
(٧) الإيمان لابن أبي شيبة (٧) .
(٨) فتح الباري (١/ ١١١) . وقال: رواه الفريابي وأحمد في كتاب الإيمان له.
(٩) هيوب: أي يهابه الناس، أو يهاب الذنوب.
(١٠) الإيمان لابن أبي شيبة (٦) .